الحماية القانونية لذوي الاحتياجات الخاصة
بقلم/ أسماء الفسي
اهتمت أغلب الدول بتوفير الرعاية والحماية القانونية لذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك من خلال التوقيع على مواثيق وإعانات دولية تناولت جوانب هذه الحماية على المستوى الدولي، كما نصت كثير من الدول في دساتيرها على تجسيد هذه الحماية وأصدرت التشريعات التي تحدد مسؤولية الدولة تجاه هذه الفئة وأوجه الرعاية والوقاية التي تكفلها لهم ورعايتهم صحيا واجتماعيا وتوفير الحماية لهم، غير أنه يتعين علينا أن نفهم مصطلح أو من هم ذوو الاحتياجات الخاصة؟ أولا لكي نستطيع الوصول وفهم آلية الحماية القانونية لهذه الفئات، حيث تعددت المفاهيم الخاصة بهذه الفئة عند الأطباء، وكذلك عند التربويين أو حتى عند مقدمي الخدمة المجتمعية، لكن هناك اتفاقا عاما على أن هذا المصطلح استخدم كتسمية لمجموعة من الأشخاص الذين لا يستطيعون ممارسة حياتهم بشكل طبيعي.
التعريف اللغوي لذوي الاحتياجات الخاصة
الإعاقة في اللغة لفظ مشتق من الفعل “عاق”، عوق، وعاقه عن الشيء أي صرفه حبسه وعطله، وعاقه عن الشيء أي منعه عنه وشغله عائق، إعتاقه عاقة، ومن ثم فالإعاقة هي المنع عن شيء ما، والحبس عن أدائه، وهو يعني التأخير أو التعويق.
معوق: هو من تعوق قدراته الخاصة على النمو السوي إلا بمساعدة خاصة، وهو لفظيا مشتق من الإعاقة أي التأخر أو التعويق.
التعريف الاصطلاحي لمفهوم ذوي الاحتياجات الخاصة
تتعد التعريفات الخاصة بمفهوم ذوي الاحتياجات الخاصة وتتباين في تحديد الفئات الذين تنطبق عليهم هذا الوصف وذلك لنسبية هذا المفهوم عند كل باحث فكل باحث ينظر إلى هذا المفهوم من زاوية تخصصه أو مجال دراسته، فمثلا الطبيب ينظر إليهم بشكل مختلف عن علماء الاجتماع وعلماء النفس تختلف بكل تأكيد نظرتهم لذوي الاحتياجات الخاصة عنهم، غير أنهم يتفقون جميعا بأنهم فئة من فئات المجتمع لا تستطيع أن تمارس حياتها بشكل طبيعي دون أن تتوافر لهم رعاية خاصة مميزة من شأنها أن تسهل عليهم حياتهم، سواء أكانت اجتماعية أم مهنية أم دراسية، أيضا التشريعات الوطنية والدولية تعطي معاني مختلفة لمفهوم ذوي الاحتياجات الخاصة ترتكز على تنظيم شأن من شؤونهم نحو القوانين الخاصة بتأهيلهم أو عملهم أو تعليمهم.
وهناك بَاحثون آخرون عرّفوا مفهوم ذوي الاحتياجات الخاصة بأنهم الأشخاص الذين يبعدون عن المتوسط بعدًا واضحًا سواء في قدراتهم العقلية أم التعليمية أم الاجتماعية أم الانفعالية أم الجسمية بحيث يترتب على ذلك حاجاتهم إلى نوعٍ من الخدمات والرعاية لتمكينهم من تحقيقِ أقصى ما تسمح به قُدُراتِهِم.
كما عرف البعض الآخر مصطلح ذوي الاحتياجات الخاصة بأنه “كل من ينحرف في مستوى أدائه في جانب أو أكثر من شخصيته عن مستوى أقرانه العاديين إلى الحد الذي يتحتم معه ضرورة تقديم خدمات أو وجود رعاية خاصة كالخدمات التربوية وغيرها من الخدمات”.
يتبع