مقالات الرأي

مشاريع المصالحة في ليبيا: بين الواقع والطموح

بقلم/ محمود أمجبر

والآن أصبح علينا جزمًا القول الفصل فيه، إنه مشروع للاسترزاق والهيمنة السياسية، والكل يدعي المصالحة التي في الأساس لا توجد فرقًا على الأقل تقديرًا اجتماعيًّا، نعم، يوجد ضرر نفسي واجتماعي حدث خلال السنوات الماضية نتيجة الانفلات الأمني وإسقاط القيم الاجتماعية والسياسية والأمنية في ليبيا، نتيجة فوضى الصراع على السلطة بحجة الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، الحقيقة هي من يمكنه الهيمنة على القرار السياسي في البلاد والانفراد به دون الآخرين (الإقصاء).

مشاريع المصالحة التي تنعقد هنا وهناك أصبحت وسيلة لتحقيق مكاسب شخصية وسياسية، بدلًا من أن تكون وسيلة لتحقيق السلام والاستقرار، في ظل الفوضى والانفلات الأمني، أصبحت المصالحة مجرد شعار يستخدمه البعض لتحقيق أهدافهم الخاصة.

إن العديد من الجهات ترعى وتنظم وتشرف على مشاريع المصالحة في ليبيا، ويكلفون بها أشخاصا ربما هم أنفسهم يجب عليهم أن يكونوا متصالحين مع أنفسهم أولًا، ويمتلكون أدوات ومعايير المصالحة، لا جدال في أن جميع أنواع مشاريع المصالحة التي حدثت في ليبيا خلال السنوات الماضية مبنية على تجارب مشاريع سابقة، الأشخاص الذين يشرفون عليها لهم تأثير مباشر أو غير مباشر على البيانات أو ما يخرج منها، باعتبارهم هم من يمولون هذا المشروع، خير دليل على ذلك، أصبحت المصالحة جزءًا في الاتفاق السياسي الذي حدث في جنيف وانبثق منه المجلس الرئاسي والصلاحيات التي أوكلت إليه في محور المصالحة.

المصالحة الحقيقية يجب أن تكون بين الفرقاء، لا السياسيين الذين لا ثوابت لهم ولا يعيرون للأخلاق والقيم شيئًا، يجب أن تكون المصالحة مبنية على أسس قوية من الثقة والاحترام المتبادل، وأن تهدف إلى تحقيق السلام والاستقرار في البلاد.

إن المشايخ والأعيان الذين لا علاقة لهم بالمصالحة، والذين هدفهم الظهور والمشاركة في كل الاتجاهات دون معايير أو اشتراطات، يجب أن يكونوا بعيدين عن هذه العملية، المصالحة الحقيقية تتطلب أشخاصًا مخلصين وصادقين، يعملون من أجل مصلحة الوطن وليس من أجل مصالحهم الشخصية.

في وجهة نظري، يجب أن تكون المصالحة مبنية على تنمية الموارد البشرية والاقتصادية، الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي يمكن أن يعكس الاستقرار السياسي، وبالتالي يمكن أن تكون المصالحة الحقيقية. يجب أن نركز على بناء القدرات وتطوير الاقتصاد، لتحقيق الاستقرار والتنمية في البلاد.

مشاريع المصالحة التي تنعقد هنا وهناك تحتاج إلى إعادة تقييم وتوجيه نحو تحقيق الأهداف الحقيقية للمصالحة. يجب أن تكون المصالحة مبنية على أسس قوية من الثقة والاحترام المتبادل، وأن تهدف إلى تحقيق السلام والاستقرار في البلاد. يجب أن نركز على تنمية الموارد البشرية والاقتصادية لتحقيق الاستقرار والتنمية في ليبيا.

زر الذهاب إلى الأعلى