مقالات الرأي

غزة.. دروس في إرادة الحياة

بقلم/ ناصر سعيد

ما زالت الأوضاع في قطاع غزة متفجرة بفعل الإجرام الصهيوني المتوحش وحرب الإبادة الجماعية التي يقوم بها الاحتلال الغاشم بدعم مباشر من قبل الإدارة الأمريكية والغرب الاستعماري الإمبريالي. غزة الآن تنزف أمام صمت عربي ودولي مخزٍ، حولتها آلة الحرب الهمجية إلى مكان غير قابل للحياة، في كل لحظة هناك جريمة حرب، مجازر مروعة يقترفها الاحتلال أمام مرأى ومسمع من العالم، عشرات الآلاف من الفلسطينيين بين شهيد وجريح ومفقود، وأكثر من مليوني فلسطيني في خيام النزوح تلاحقهم آلة الحرب الهمجية. 

ليس سرًّا أن الاحتلال حوَّل قطاع غزة إلى مكان غير قابل للحياة، وليس سرًّا أيضًا أن الاحتلال دمر كل شيء فيها من بنى تحتية ومدارس وجامعات ومستشفيات وشبكات طرق ومؤسسات وبيوت وأحياء سكنية، ومع كل ما فعله الاحتلال الخسيس، ورغم كل هذه المشاهد المؤلمة، فإن الحياة ما زالت قائمة، وما يجري في القطاع اليوم هو إرادة الحياة في البحث عن فسحة للأمل، عن أي مخرج من الأزمة، عن الحقيقة في مواجهة كل أدوات النصب والاحتيال والتزوير التي يقوم بها العدو الصهيوني من أجل تغيير معالم التاريخ والحقيقة.

لقد تحول قطاع غزة إلى سجن كبير تمارس به كل أشكال القهر والعدوان والقتل والتعذيب، من عدو لا يعرف للإنسانية وجهًا، يقترف في كل لحظة جريمة ومجزرة بشعة، يقتل فيها الأطفال ويغتال فيها الحياة، والحقيقة التي لا غبار عليها، أن حياة أهل غزة لم تعد تشبه أي حياة، كلها مآس وأحزان ومواجع، ولكن تبقى الإرادة لديهم إما حياة تسر الصديق وإمّا مماتا يغيظ العدا.

ورغم فداحة العدوان وهول الجرائم فإن الشعب الفلسطيني صامد فوق أرضه متشبث بها وبتاريخه العريق ونضاله الوطني، يقدم تضحيات جساما وبطولات سيكتبها التاريخ بأحرف من نور، بأن الفلسطيني لن يهزم رغم محاولات الاقتلاع والتهجير، ولن يركع ولن يرفع راية الاستسلام، سيبقى مقاوما للاحتلال على درب الحرية والاستقلال حتى تحقيق أمانيه الوطنية بدحر الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. 

زر الذهاب إلى الأعلى