الأخبار المحلية

“الموقف الليبي” تحاور الليبيتان الفائزتان بجائزة أفضل بحث علمي عن “مستقبل الإعلام الذكي”

متابعات – محمد أبوبكر المعداني:

حققت الباحثتان الليبيتان الدكتورة سليمة حسن زيدان والأستاذة آمنة عبد الرازق الصوصاع، إنجازًا علميًا يستحق الإشادة بفوزهما بجائزة أفضل بحث علمي في المؤتمر الدولي “مستقبل الإعلام الذكي” الذي نظمته كلية الإعلام والاتصال بجامعة أكاديميون العالمية وعُقد بالقاهرة في ديسمبر 2024.

جاء ذلك في ظل التطورات السريعة التي يشهدها العالم يُعد البحث العلمي أحد أهم الأدوات لبناء مستقبل أفضل في عالم يشهد تطورًا تقنيًا متسارعًا يبرز الإعلام الذكي كأحد المحاور الرئيسية التي تسهم في تغيير واقع الإعلام التقليدي وجعله أكثر تأثيرًا واستدامة.

ويعتبر هذا الفوز المستحق تتويجاً لكلية الإعلام بجامعة بنغازي وحدثاً هاماً في تاريخها ومكسب حقيقي يساهم في استدامة التنمية بقطاع الإعلام لو لاقى هذا البحث اهتمام المسئولين بالقطاع وطبق ما جاء فيه من افكار متعلقة بتطبيقات الإعلام الذكي ودمجها في غرف الأخبار، بالإضافة إلى تأثيرات استخدامها وانعكاسها على نهضة الوسائل الاعلامية الركيكة التي تزخر بها بلادنا.

هذا البحث العلمي الذي تناول “دور الذكاء الاصطناعي في بناء إعلام مستدام” وشاركت به الباحثتان فالمؤتمر عبر تطبيق زوم (on line ) بجوانبه المعرفية والنظرية والميدانية والتحليلية أضاف قيمة علمية ومعرفية جديدة وحظي بإشادة واسعة من اللجنة العلمية للمؤتمر .. ولا شك أنه جاء بعد دراسة علمية دقيقة وجهد مضني تستحقان عليه الباحثتان التقدير والتكريم من أجهزة الدولة فهو سيغير ملامح الصورة المشوهة التي رسمها الإعلاميين العرب عن مستوى كليات الإعلام بالجامعات الليبية ويثبت أن لدينا قامات علمية وعقول مبدعة في شتى المجالات.

ولتسليط الضوء على هذا المؤتمر والدول المشاركة فيه ومعرفة أهدافه والنتائج التي توصل إجرت صحيفة “الموقف الليبي” حوار خاص مع الباحثة الدكتورة سليمة حسن زيدان وهي أستاذ بروف بقسم الصحافة كلية الإعلام جامعة بنغازي.

حدثينا عن مستقبل الإعلام الذكي في الوطن العربي عامة وليبيا خاصة؟

• في البداية أشكرك على هذه اللفتة الكريمة وممتنة جدا لاهتمامكم وحرصكم على المساهمة في نشر الوعي بأهمية البحث العلمي وأهمية تخصيص مساحات في وسائل الإعلام لنقل المعرفة العلمية وأهمية توظيف نتائجها في الممارسات الإعلامية ووضعها في الاعتبار عند وضع السياسات العامة ثم أني أشيد بجهود جامعة أكاديميون التي أتاحت لنا فرصة المشاركة في مؤتمر الإعلام الذكي الذي نظم بجهود كوكبة من الباحثين والأكاديميين العرب المتخصصين في مجال الإعلام وكلنا فخر بهذا الاستحقاق والتميز العلمي .

ما مدى أهمية الذكاء الاصطناعي في تحسين كفاءة الإعلام وجعل المؤسسات الإعلامية أكثر تفاعلًا مع الجمهور ؟

• أهمية الذكاء الاصطناعي في تحسين كفاءة الإعلام وجعل المؤسسات الإعلامية أكثر تفاعلاً مع الجمهور في إطار التحولات السريعة في صناعة الإعلام والتي تزامنت مع الثورة الرقمية أصبح دمج الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار أمر واقع، ولعل ما نراه اليوم من سرعة كبيرة في إنتاج آلاف التقارير الصحفية في فترة زمنية وجيزة مرتبط بقدرة المؤسسات الإعلامية على الاستفادة من تقنيات وأدوات الذكاء الاصطناعي في العمل الصحفي ولكن الرهانات الحقيقية لاتقف عند حدود توظيف هذه الأدوات بل تتعداها إلي قدرة المؤسسات الإعلامية على توظيف الذكاء الاصطناعي واستخدمه بشكل مسؤول وهذا يقودنا للحديث عن أخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار التي تعد أحدى التحديات التي تجابة الاستفادة من الذكاء الاصطناعي واستخدامه بشكل آمن.

• وعلى مستوى الممارسة الصحفية يمكن ممارسة العمل الصحفي في ضوء التحول الرقمي وعصر الذكاء الاصطناعي فإن التوظيف الآمن والمسؤول لتطبيقات الانترنت وأدوات الذكاء الاصطناعي يتيح للمؤسسات الصحفية تقديم إعلام ذكي يعتمد على الآلة الذكية وفقا لتقنية التحليل الفوري للأحداث بالإضافة إلى ذلك تستطيع المؤسسات الإعلامية أن تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الضخمة حول مستخدميها وتجميعها وهذا يتيح لها فرصة معرفة اهتمامات الجمهور واحتياجاتهم وتفضيلاتهم وبالتالي صناعة وتقديم محتوى وفقا لهذه الاحتياجات، كما أن أهمية الذكاء الاصطناعي تزداد إذا ما أدركنا أنه يعزز التفاعل مع الجمهور وبالتالي يمكن للمؤسسات الإعلامية من خلال استخدام تقنية (Chatbots) أن تقدم إجابات سريعة على اسئلة واستفسارات مستخدميها بطريقة سريعة.

• ومن ناحية أخرى تستطيع وسائل الإعلام أن تعتمد على أدوات الذكاء الاصطناعي في التحقق من المعلومات الزائفة والمضللة عن طريق ادوات التحقق من الأخبار الزائفة التي أفرزتها الثورة الرقمية كأداة (Invid) التي تستخدم للتحقق من صحة الفيديوهات على الانترنت واداة ( Hoax) التي تستخدم لتتبع الأخبار الزائفة على الإنترنت.

وعليه فاستخدام هذه الأدوات يقلل من انتشار الأخبار الزائفة ويعزز الدقة والمصداقية في التغطيات الصحفية.

• وعلى مستوى اقتصاديات المؤسسات الإعلامية فإنه باستخدام الذكاء الاصطناعي وإنتاج الإعلانات الذكية يمكن استهداف الجمهور بشكل أكثر دقة من خلال خاصية التخصيص والتوجيه التي تضمن فاعلية ونجاح الحملات الإعلانية
• وفي المحصلة فإن دمج الذكاء الاصطناعي في مجال العمل الصحفي يحسن جودة التغطيات الصحفية ويقدم محتوى إعلامي إيجابي ومؤثر لأن الذكاء الاصطناعي يحدث تحولات عميقة في الإعلام

• ولكن يبقى خط الدفاع الأول والأخير في المؤسسات الإعلامية التي توظف الذكاء الاصطناعي هو قدرتها علي إعادة بناء الصحفيين وتمكينهم من التكيف في البيئة الرقمية وضبط الممارسة الصحفية في ضوء أخلاقيات مهنة الصحافة من جهة وأخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي في هذه المهنة من جهة أخرى.

وفي السياق التقت صحيفة “الموقف الليبي” الباحثة أ. آمنة عبد الرازق الصوصاع وهي أستاذ مساعد بقسم العلاقات العامة والإعلان بكلية الإعلام بجامعة بنغازي.

في البداية حدثينا عن الفكرة الأساسية التي تم عليها بناء هذا البحث والتحديات التي وجهتموها أثناء إعداده ؟

  • الفكرة والهدف الأساسي لهذا البحث تتمحور حول الاستفادة المثلى من تطبيقات الذكاء الاصطناعي في بناء إعلام مستدام وآمن؛ وذلك لرغبة الباحثتين في تقديم توصيات واقتراحات من شأنها أن تدعم الإعلام الليبي وتكون مرجع من مراجع واضعي ومخططي السياسات الإعلامية في آلية توظيفهم ودمجهم للذكاء الاصطناعي لصناعة إعلام ليبي مستدام مع المحافظة على الأخلاقيات وضمان استمرارية الكوادر الإعلامية البشرية وجعلها هي من تتحكم في الذكاء الاصطناعي وليس هو من يسيرها ويسير إعلامنا وذلك للاستفادة المزدوجة من الذكاء والعواطف البشرية ومن الذكاء الاصطناعي.
  • أما عن أبرز التحديات التي وجهناها هي تجميع بيانات ومعلومات الدراسة من العينة المستهدفة من الدراسة والبحث كون موضوع الذكاء الاصطناعي واستخدامه في مجال الإعلام يعد حديث إلى حد ما في ليبيا إن لم يكن غير موجود إلا باستخدامات فردية ومحدودة لدى قلة من الإعلاميين والأكاديميين .

ماهي رؤيتك حول تأثير تطبيق نتائج بحثكم على مستقبل الإعلام في ليبيا ؟

• تطبيق هذه النتائج من شأنها أن تفيد مستقبل الإعلام في الوطن العربي بأكمله وبالتحديد الدول العربية التي تحبو بخطوات بطيئة نحو الإعلام الذكي ومن هذه الدول ليبيا التي تحتاج لتطبيق هذه النتائج في مجال الإعلام حيث أن بتطبيقها سيحذو الإعلام الليبي حذو الدول المتقدمة، وذلك بتطوير شكل ومضمون وجودة الرسالة الإعلامية التي يجعلها تنافس الدول الأخرى، وتقليل التكاليف المختلفة للصناعة الإعلامية، وصقل مهارات الكادر الإعلامي البشري، بالاضافة إلى الإستخدام الأمثل والأخلاقي والقانوني لتطبيقات الذكاء الاصطناعي مما يؤثر تأثير مباشر في بناء إعلام ليبي مستدام ويتبع بناء إعلام مستدام بأننا سنخلق للأجيال الليبية الحالية والمستقبلية إعلام مسؤول يثقفهم ويرشدهم ويبني عقولهم ويغذي أرواحهم ويحميهم من رسائل إعلامية مجهولة المصدر وغامضة في توجهاتها وأهدافها ومقاصدها.

زر الذهاب إلى الأعلى