الإنفلونزا وأدوار البرد
بقلم/ د. علي المبروك أبوقرين
أصبح متعارف عند الناس من أواخر الخريف إلى نهاية فصل الشتاء ومع اشتداد البرودة والأمطار والرياح الشتوية العاصفة، تنتشر الإنفلونزا والأمراض التنفسية المعدية “أدوار البرد”، ومعظمها بأسباب أنتشار أنواع مختلفة من الفيروسات ومنها فيروسات الإنفلونزا الموسمية والمخلوي ( RSV ) والكورونا ومتحوراتها العديدة وآخرها ( XEC ) ولن يكون الأخير.
وينتشر في الصين هذه الفترة فيروس ( HMPV ) المعروف بفيروس الميتانيومو، وجميعها تشترك كونها فيروسات تنفسية لها أعراض متشابهة تقريبًا، وتتشابه في فترات الحضانة وطرق الانتشار وانتقال العدوى، وتشكل خطورة على الفئات العمرية التي أقل من خمسة أعوام أو كبار القدر ما فوق 60 عام، وكذلك من لديهم أمراض مزمنة ونقص أو ضعف في المناعة، وفيروس الميتانيومو الذي ينتشر هذه الفترة في بعض الدول ومنها الصين هو ليس بجديد، وتم إكتشافه في عام 2001، ولكن قد يتعرض الفرد لعدوى من فايروس واحد أو عدوى مزدوجة متزامنة أو متعاقبة من فيروسات مختلفة، على الجميع أن يتبع الاحتياطات اللازمة في هذه الفترة وخصوصًا للفئات العمرية المعرضة لمخاطر الإصابة بأي من أنواع الفيروسات التنفسية أو غيرها.
وعلى الفرد والأسرة والمجتمع القيام بدورهم في حماية أنفسهم وذويهم، بتجنب مخالطة المصابين وعزل المصاب، واتخاذ التدابير الصحية الوقائية المتعارف عليها، ومنها تجنب الأماكن المزدحمة، والأماكن المغلقة وإتباع الطرق الصحية عند العطس والسعال، وغسل اليدين جيدًا باستمرار، وتنظيف الاسطح ومقابض الأبواب، والإهتمام بالصحة العامة والنظافة الشخصية والعامة، والأكل الصحي المتوازن، والراحة والنوم الكافي، وعدم التعرض للتيارات الباردة والانتقال المفاجئ بين درجات الحرارة المختلفة عند أرتداء الملابس وأنواعها والأفضل أن تكون شتوية “أصواف أو أقطان” والخفيفة متعددة الطبقات أفضل من السميكة وطبقة واحدة، وأن يغطى الرأس والوجه وخصوصا منطقة الفم والأنف والأذنين، أو الانتقال بين الغرف أو داخل البيوت واماكن العمل وخارجها، وعند ظهور اي من الأعراض مثل الصداع والحرارة ( الحمى ) والسعال والرشح والتهاب الحلق، الإلتزام بالراحة وتناول الأدوية التي تخفض الحرارة وتسكن الآلام وتخفف السعال.
ويفضل إستشارة الطبيب، وفي حالة صعوبة التنفس واشتداد الأعراض ضرورة الذهاب للمستشفى، وعلى المدارس والصحة المدرسية وأولياء الأمور القيام بواجباتهم التوعوية وأتباع الاحتياطات الاحترازية والتبليغ، وتقديم الدعم والمساعدة كل في مجاله لتجنب إنتشار الإنفلونزا بشتى أنواعها المعروفة والمستحدثة والمتغيرة، وعلى وزارة الصحة والجهات الإعلامية التوسع في برامج التوعية الصحية المجتمعية، وتوفير البيانات الصحيحة والمعلومات الصحية الدقيقة للعامة.
وأن تتوفر للناس وسائل تواصل بمراكز صحية ونقاط إتصال طبية تتاح على مدار الساعة للردود على استفسارات الجمهور والاستجابة السريعة للتدخلات الصحية والطبية،
حفظ الله أمتنا وبلادنا