مقالات الرأي

الروح الكفاحية العربية 

بقلم/ عبد الله ميلاد المقري

المشهد العربي لم يعد ملبدا بالغيوم فقط، بل يشهد غيابا كليا للقوى العربية الفاعلة في مواجهة العدوان الصهيوني الأمريكي على غزة وتدميرها بالكامل أرضًا وسكانًا، وبدعوى محاولة إسكات المقاومة من لبنان كان العدوان الصهيوني أشرس إجراما على تدمير أحياء بكاملها في لبنان وبيروت والضاحية الجنوبية.

واستمرارا في النهج العدواني وفق المشروع الصهيوني بالانتقال إلى شرق أوسط جديد ينضم تنظيم الإخوان المسلمين أحد أطراف المؤامرة على الأمة والأرض العربية إلى دعم العدوان الصهيوني على سوريا واحتلال كامل الجولان وما بعدها من قرى في اتجاه العمق العربي السوري، وأطلق العنان لآلة منظمة الجيش الصهيوني بتدمير كل البنية الأساسية لدفاعات الجيش العربي السوري، وأكثر من ذلك هذا الاحتلال الذي يعلن يوميا أن العدو الصهيوني يتمسك بأراض عربية جديدة يصاحب ذلك استهداف المقاومة في جنوب لبنان وفي العراق وفي اليمن ما ينبئ عن احتمالات عواقب خطيرة قد تنهي الوجود العربي، ويعيد الغرب الحاقد على هذه الأمة رسم خطوط جديدة بموجبها تختفي مدن وأراض عربية ويهجر أهلها إلى ما بعد العواصم العربية المذلة والساكنة عن مواجهة العدوان الذي يسيطر الآن على الأجواء العربية من غزة إلى بغداد.

ويتطلب ذلك بعث الروح الكفاحية العربية من جديد بتقوية المقاومة العربية واتساع فاعليتها وعدم ترك الأنظمة العربية الفاسدة بالسكوت على التوسع الصهيوني وما نشهده بشد الرحال هذه الأيام إلى دمشق من قبل الوفود الغربية بمسح صفة الإرهاب على حكومة الإخوان في العاصمة دمشق بالتلازم مع وجود عربي رسمي من قبل دول الخليج التي مولت ودعمت المجموعات الإرهابية في القتال في سوريا حتى تنتهي إلى ما وصلت إليه الآن.

والغريب في الأمر أن هذا الحشد من قادة الإخوان المسلمين التي تمتلئ بهم فنادق حلب ودمشق في المشاركة في إنتاج حكومة إخوانية حركت مشروع الإخوان في الارتباط مصلحيا مع العدو الصهيوني في الصراع العربي الصهيوني لصالح العدو والاعتراف بأنه صراع حدود لا صراع وجود.

وللأسف في غياب التيار العربي الموحد والقوى الوحدوية العربية عن الساحة يصاب الليبيون بخيبة لا حدود لها حول تناقل الأخبار الواردة هذا الأسبوع بزيارات من قبل وفود السلطة التي تدير العاصمة طرابلس إلى دمشق من أجل دعم حكومة الإخوان ماديا، وهذا يضيف إلى الحالة الليبية بعدا آخر في التأثير الخارجي على دور هذه السلطة في تنفيذ مشروع الارتباط بمشروع الإخوان المسلمين في أن تصبح ليبيا ممولا لسياسيات الإخوان في الفضاء العربي وربط ليبيا بالمشروع التركي الصهيوني، وهي الكارثة الكبرى التي تضاف إلى ما تعيشه ليبيا من انقسام وتدخل خارجي يفرض سيطرته على من يحكم في العاصمة وفي الجانب القومي العربي الذي تمثله الآن اليمن في قيادة المقاومة يصبح الكاهل في مواجهة السياسيات العدوانية على القوى العربية التقدمية من أحزاب وتنظيمات على مختلف تركيباتها للتوحد في مواجهة الأنظمة العربية المجرورة للمشروع الصهيوني الأمريكي التركي في تشتيت الأمة العربية وتقزيمها في كيانات منزوع عنها الاستقلال والسيادة لأوطانها.

زر الذهاب إلى الأعلى