سقوط غامض للمقاومة السورية
بقلم/ محمود امجبر
بشار الأسد، الرئيس السوري السابق، أثار الكثير من الجدل حول استسلامه أو اختفائه، هناك تقارير تشير إلى أنه لم يغادر سوريا بشكل مخطط له، بل بقي في دمشق حتى الساعات الأولى من يوم 8 ديسمبر 2024، قبل أن ينتقل إلى اللاذقية بالتنسيق مع الحلفاء الروس.
بعض المصادر تشير إلى أن الأسد قد يكون وقع في مكيدة استخباراتية روسية، مما أدى إلى وضعه تحت الإقامة الجبرية. ومع ذلك، لم يتم التأكد من صحة هذه الادعاءات بشكل قاطع، فقد شهدت السنوات الأخيرة قبول العديد من الدول العربية التطبيع مع إسرائيل خوفًا من رؤسائها وقادتها على كراسيهم أو طمعًا في الاستمرار في السلطة، مما أثار جدلًا واسعًا حول دوافعه وتأثيراته على المنطقة. ولو قبل ذلك لما كان هذا السيناريو الذي حدث، على الأقل ربما يختلف شكل النهاية، المقاومة أو بسقوط مشرف.
الدعم العسكري واللوجستي للمقاومة في غزة، فقد توقفت بعض الدول عن تقديم الدعم العسكري واللوجستي، مما أثر بشكل كبير على قدرة المقاومة على مواجهة التحديات العسكرية.
هذه التطورات تعكس تعقيدات السياسة الإقليمية والدولية وتأثيراتها على الأوضاع الداخلية في سوريا والمنطقة بشكل عام. الدعم العسكري للمقاومة في فلسطين ولبنان هو موضوع معقد ومتشابك. سوريا لعبت دورًا بارزًا في دعم المقاومة، حيث قدمت الدعم العسكري واللوجستي لحركات المقاومة مثل حماس وحزب الله. هذا الدعم شمل توفير الأسلحة والتدريب والمأوى للمقاومين.
من جهة أخرى، التخطيط العسكري الإسرائيلي، كما أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في أكثر من لقاء، يركز على وقف هذا الدعم السوري للمقاومة، نتنياهو أكد في عدة مناسبات على ضرورة إيقاف الدعم السوري للمقاومة، مشيرًا إلى أن هذا الدعم يعزز من قدرات المقاومة ويشكل تهديدًا لإسرائيل.
أعتقد أن من وضع ونصب بشار رئيسًا على سوريا عند وفاة أبيه هم العسكر وقادة الجيش وربما السياسيون السوريون، حتى لا تنتهي المقاومة وتسقط سوريا في عمق الفوضى والانتهازيين، سرعة تنصيبه بدلًا من والده حافظ الأسد كانت لعبة استخباراتية سورية من أجل تماسك الدولة والحفاظ عليها من الانهيار.
لن أدعي الحياد في وجه هذه الحقائق، سوريا تستحق أفضل من هذا المصير، وأبطالها يستحقون أن يُذكروا بشرف وكرامة، التاريخ لن ينسى، والأجيال القادمة ستتعلم من هذه الدروس القاسية، سوريا ستنهض من جديد، ولكن ليس على أكتاف الخونة والمتخاذلين، بل على أكتاف الأبطال الحقيقيين الذين لم يتخلوا عن مبادئهم ووطنهم.