صحة بلا صحة!
بقلم/ ناجية الصغير
في ضائقة الإنجاز بين حين وحين يتفاقم من حولك المتألمون والآملون وتتعالى أوجاعهم وتنخفض أصواتهم، فهم لا يملكون مهارة الالتواء على الواقع ولا يجيدون تسمية الأشياء إلا بمسمياتها.
الأمراض تختلف وتتعدد وتختلف أعمارها وتتزايد وسط تجاهل صحي سافر، فهناك المريض الفقير والمريض الغني، وكلاهما لا يمكنه توفير علاج، فهم بين مطرقة المرض وسندان الاستغلال من قبل أصحاب الصيدليات الذين لا رقابة عليهم ولا رقيب والأطباء الذين يعمرون قصورهم على خراب بيوت المرضى، فلا رحمة تطوف ببالهم ولا إنسانية يفقهون معناها، فالوقت لديهم تجارة لا يريدون كسادها، وأكبر غاياتهم قلق المريض وجعله يركض بلا توقف ليجمع المال ويمنحه لهم مقابل أكاذيب وتلاعب بمشاعره ووجعه.
الطب اليوم بات تجارة ومن يدخل سوقها يعتبر نفسه سندباد، تجارة بكل شيء وأسعار ترتفع بلا حدود وتلميع للأسماء والصفات يدفن مقابله عشرات الأرواح بين مريض عضوي وآخر نفسي ولا من يغيث!
الواقع الصحي خلاف مسماه فهو ممرض بكل المقاييس، وتجاره كتجار السوق السوداء، نفوسهم جشعة لا تكتفي، ظاهرهم يرتدي ثوبا أبيض وداخلهم أثواب سوداء ينظرون للمريض وكأنه صيد ثمين يمتصون ما لديه بحجة العلاج ويمارسون هوسهم المقلق ليزداد خوفا ومرضا، إهمال بكل معنى الكلمة واستغلال يفوق التوقعات وألم لا ينتهي وماراثون ركض لا يتوقف لأجل الكسب والربح ليس إلا.
صحة بلا صحة ولا صحيح ولا تصحيح ولا يصح صحيح لأن العقول ليست صحيحة ولا تملك القدرة على تصحيح الأخطاء لأن الطبيب صار جزارا والمعادلة يقودها الربح والثراء.