جراثيم الصليبية
بقلم/ ناصر سعيد
من دون الدخول في مهاترات كلامية أو جدل سفسطائي، نحلل هنا الظاهرة الأصولية والمذهبية والطائفية والأحزاب السياسية المرتبطة بها بهدف خلق وعي ثوري سياسي يقي الأمة العربية والعالم الإسلامي من الفتن والدسائس والمؤامرات التي حيكت وتحاك في الخفاء لإضعاف شوكة العرب والمسلمين، والمعيار الذي نستند عليه هنا هو كتاب الله تعالى، لا روايات خرافية لا تمت للدين الإسلامي بصلة.
إن الأساس لدينا ولدى جميع المسلمين هو القرآن الكريم الذي تكفل الله تعالى بحفظه “إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون”، فكل رواية مهما قويت أو ضعفت تعتبر لا قيمة لها إذا عارضت النص القرآني، وهي ليست ضعيفة وحسب، بل باطلة ومختلقة، فإذن كتاب الله العزيز المصحف الطاهر الموجود بين ظهرانينا والذي نتعبد به وبتلاوته وهو خال من الزيادة والنقص، خاصة أن كثيرا من الأحاديث المنسوبة استغلت لأهداف سياسية منذ الصراع السياسي على السلطة الذي حدث في سقيفة بني ساعدة إثر وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث أخذ كل فريق أو تيار سياسي متنافس على الخلافة يؤلف الأحاديث والروايات التي تقوي جانبه في صراعه مع الطرف الآخر، ومن هنا جاءت الفرق والمذاهب الدينية وهي كثيرة ولها المئات من الكتب التي وضعت بشكل مغاير لمعيار القرآن الكريم وشكلت بمنهجيتها الانحرافية خطرا حقيقيا يهدد المجتمع العربي والإسلامي ويفتح الباب على مصراعيه لأعداء الأمة العربية والعالم الإسلامي للانقضاض وهدم روح الدين، خصوصا أن ما يجري على مجمل الساحة في الوطن العربي والعالم الإسلامي من مظاهر التخلف والدروشة السياسية والدينية ممثلة في الحركات الوصولية والفرق المذهبية والتيارات المتطرفة المتسترة برداء الدين الإسلامي له جذوره التاريخية وارتباطه بشكل مباشر بالهجمات الصليبية الحاقدة التي تستهدف فيما تستهدف الإسلام باعتباره قوة روحية مشتملة لمناحي الحياة المختلفة.
إن التصدي العلمي لهذه الهجمات أصبح موقفا ثوريا ملزما لكل المسلمين في أرجاء المعمورة للوقوف في وجه تلك الحملات والهجمات الصليبية التي تمت برمجتها من قبل الدوائر الإمبريالية والصهيونية ومدارس الإرساليات التبشيرية دفاعا عن المقدسات والتراث الفكري والحضاري الإسلامي.