من سيدنا الجديد؟
بقلم/ عبدالهادي شماطة
الأحداث الدولية تتسارع والاجتماعات بين أجهزة المخابرات الدولية متواصلة ومحور النقاش والمساومات هي دولنا العربية فقط دون غيرها، فالجميع يتناقش ويتفاوض حول مصيرنا، ونحن الوحيدون الذين لم ندعَ إلى تلك الاجتماعات، فحتى عملاؤهم من حكامنا لا قيمة لهم، فهم كما نحن يسمعون معنا وينتظرون العواجل على القنوات الإعلامية.
نحن في أزمة كبيرة، نرى المخططات تنفذ قد نستفيد قطعا من بعض مفاصلها، والتجارب تقول إن أعداءنا وصلوا بنا إلى الانهيار وفقدان الإرادة على تغيير الواقع حتى إن مخططاتهم أصبحت علنية وينفذها حكامنا الذين نصبوا علينا بأمرهم بكل وقاحة لا رحمة فيها لضعفنا ولا احترام لتاريخنا.
بالأمس ضاعت العراق باسم الصليب وأشعلوا الحروب بلهجة طائفية، وتلتها بلداننا واحدة بعد أخرى، فلا دولة في لبنان، ولا دولة في اليمن، ولا دولة في السودان، ولا دولة في ليبيا. ومصر مهددة وكذلك الجزائر والمغرب، أما دول الخليج فأمرها يثير الضحك والاشمئزاز معا، فلا هم من الإسلام في شيء وهم مهبط الوحي ولا هم من الدنيا في شيء، فعقولهم لا تتجاوز الزواج من أربع نساء واستبدال الجواري بالمومسات والاعتقاد أن إقامة حفلات المجون والرقص والغناء من التحضر والانفتاح.
لقد خطط الغرب الصليبي لنا منذ مائة عام لتكون عقولنا مصدر تفاهتنا، فنحن بالرغم من استخدامنا أدوات الحضارة فإننا بدو بدرجة موغلة في التخلف، بل وربما الانحطاط، لقد أسند بعضنا ظهره للإيرانيين، والبعض أسند ظهره إلى سيد الآستانة الذي ضحك علينا بكلام ولبس ثوب كثوب الثعلب يتحدث عن الإسلام وتناسوا حقد الأتراك علينا والذي يدرس حتى اليوم في مدارسهم باتهامنا أننا سبب انهيار إمبراطوريتهم التركية.
الجميع جعل لنفسه الحق مجددا بعد مئة عام من سايس بيكو أن يعيد تقسيمنا وأن يمعن في احتقارنا ويستخف بنا، فمن أوصلنا إلى هذا الحال غير حكام أذلونا وضيعوا أرضنا وديننا وجعلونا معرضا ومتحفا ومسرحا لكل الأمم تتندر بنا وتضحك علينا، الكثير من الفقرات السرية غير المعلنة في اجتماع لندن وسقوط نظام الأسد، خاصة أن جميع من صنعه لا يهمه أمرنا أو ذلنا، بل ويستمتع بآلامنا، بل ويعمل على احتقارنا، هل بلادنا ستكون فقرة من فقرات اتفاق دولي؟ فلمن يؤول أمرنا ومن سيدنا الجديد في منطقتنا العربية، لعلنا سننتظر انتظار الغنم في حظيرة الجزار.