مقالات الرأي

سوريا قياسًا بالسيناريو الليبي

بقلم/ عبد الله ميلاد المقري

ليبيا عند كل الدول، قادة وحكومات وإعلام، وبيانات صحفية وإحاطات سياسية وعبر لقاءات لأطرف دولية وإقليمية التي تتابع ما جرى ويجري في سوريا باستيلاء منظمات مسلحة وجماعات اعتبرت منظمات إرهابية بدعم عدواني إقليمي عسكري تقوده تركيا على السلطة السورية الشرعية وتولى الجيش الصهيوني بالهجوم بواسطة الطيران العسكري القاذف لكل مواقع الجيش العربي السوري بما فيه جميع سلاح البحرية السوري، في نفس الوقت تقوم الدبابات والمدرعات والمدفعية الصهيونية في تثبيت الاحتلال لكل جغرافية هضبة الجولان العربية السورية مع احتلال كامل لجبل الشيخ.

الآن تصبح دمشق العاصمة على مرمى حجر من تقدم منظم طلائع الجيش الصهيوني، وبهذا العدوان يعلن نتنياهو بكل صلف وغرور أن الدعوة لشرق أوسط جديد في بداية العدوان على لبنان وغزة قد تحقق له نجاح هذا السيناريو وهو منتشٍ بالنصر المزيف المشارك معه حتى من قبل قادة العرب أنفسهم بالعمالة والخذلان.

وما يصدر عن الجميع في هذا المشهد العربي والإقليمي بالاستدلال على أن السيناريو الذي ينفذ في سوريا يدلل على التذكير بما نفذ في السيناريو الليبي، أي أن ليبيا أصبحت تذكر حتى من قادة الدول التي كانت طرفا في المؤامرة الدولية عليها، وبذلك تصبح ليبيا على أفواه الجميع، ويصبح المثل مقولة سياسية فاسقة شارك فيها فئة ليبية فاسدة وعميلة تطوعت بدون مقابل في جعل هذا المثل مصاحبا لديمومة قتل العفة الليبية والنخوة الصادقة لما كان يحمله العالم والشعوب من صفة الكرم والجاه والصفاء الذي يتمتع به الليبيون ودولتهم التي كانت تقود مشعل الوقوف مع الشعوب التي تحررت من الهيمنة والاستعمار الغربي وحتى قادتها في أغلب الدول الأفريقية تخرجت من الجامعات الليبية.

ودولة ليبيا كانت سباقة لدعم كل الشعوب التي لا تزال تسجل التقدير والعرفان لذلك الزمن الذي كانت ليبيا تقود التحرر والمساهمة في تحقيق السلام والاستقرار وتقديم العون الاقتصادي ومحاربة الأوبئة والمجاعة والفقر في دول العالم الفقيرة، بالإضافة إلى الدعم السياسي في مراكز المنظمات الدولية، ويعتبر الموقف والسياسيات الليبية في صالح نهضة الدول الأفريقية من خلال الوحدة الأفريقية إلى بناء الاتحاد الأفريقي، وتحولت ليبيا إلى منارة لزيارات الوفود الأفريقية وقادتها ما جعل ليبيا قدوة في العمل السياسي وملتقى للتخطيط والتنفيذ لنجاح النشاط الاستثماري من خلال عدد من الشركات المشتركة في مجال الاستثمار والنقل والخدمات والتعدين، وتوسعت الاستثمارات لتعم جل القارة الأفريقية في تحقيق انتعاش اقتصادي يساهم في دعم الاقتصاد المحلي من أجل القضاء على البطالة ويحد من عمليات الهجرة خارج الدولة للبحث عن مواقع عمل في الفضاء الأوروبي، ومن هنا للأسف نتيجة الفوضى التي عمت ليبيا أصبحت حالة ما تواجهه سوريا من صراع وعدوان صهيوني المثال الذي يوردونه على أفواه الجميع بالسيناريو الليبي، أي كل ما يحدث الآن في الفضاء العربي الشرقي يقاس بالحالة الليبية، وقد يجانب الصواب الجميع واقع هذا الحال ويجني الليبيون الصيت السيئ بما فعلت أيديهم بتدمير بلادهم وتهجير شعبهم وفقدان المنزلة التي تمتعت بها قبل ما تنتشر الدولة الليبية وتفقد مكانتها الرائدة.

زر الذهاب إلى الأعلى