آفات الباطل
بقلم/ ناصر سعيد
لاشك أن للعقيدة أثرًا كبيرًا في ترسيخ الإيمان والبناء القويم للشخصية، فهي تعمق في النفوس الصدق والإخلاص لله تعالى وحده وتحول بينه وبين الإلحاد والشرك، وتجعل من معتنقيها سدا منيعا في وجه الانحراف والزيف، وتبعد الإنسان المؤمن عن الصراعات المذهبية ومناهج التيارات الفكرية.
الشباب المتحلي بالأخلاق وتعاليم دينه الحنيف لا يقع فريسة التضليل والتطرف الفكري والتكفير الذي يهدف الى نشر الفتن والأحقاد والانتقام والقهر والتسلط على العباد باسم الدين بفتاوى تضليلية لتحقيق أوهام وأطماع ومصالح سياسية وتطويع الدين في تلك الصراعات على حساب قيم الدين واعتداله وسماحته والانحراف به وجر الناس للاقتتال بدعوى إقامة شرع الدولة الإسلامية والتحالف مع الأعداء لهدم الأوطان بعد تكفير أهلها.
وقد شهد عصرنا الحاضر ظهور خوارج جدد تمثلوا في جماعات ضلت في استنباط الأدلة الشرعية من نصوص الأديان، ولم يتورعوا عن التجرؤ على الدماء والأعراض والأموال بغير حق، واستصدروا فتاوى شاذة تخدم مصالحهم وأغراضهم الخبيثة، فحرفوا الكلم عن مواضعه، وحمَّلوا النصوص ما لا تحتمل، ونسبوا أحكامها جهلًا وزورًا إلى الأديان، وهي منها براء. ومكمن الخطورة في هذه التنظيمات، ومنها بعض الجماعات والتنظيمات التي تعلن انتماءها إلى ديننا الإسلامي الحنيف وفي مقدمتها تنظيم داعش الإرهابي، أنها استطاعت بعوامل استقطاب واستدراج كثيرة وتمريرات وتسهيلات دولية عجيبة، أن تضلل كثيرًا من الشباب وتغرر بهم باسم الأديان، فلبَّسوا عليهم بعض المفاهيم، كالحاكمية والجهاد والخلافة والدولة الإسلامية، وغيرها من المفاهيم التي اتخذوها ذرائع ومداخلَ لتحقيق مآربهم الدنيئة.
لقد استخدم الأعداء جيل الشباب بعد أن أوقعه فريسة سهلة لتنفيذ أجندات التخريب والتدمير الممنهج والمخطط له مسبقًا ضمن مشروع الشرق الأوسط والربيع العربي حتى وجدوا أنفسهم ضمن مجموعات إرهابية متطرفة خدعتهم باسم إقامة الدين تهدف إلى تمزيق الأمة وهدم كل بناء حضاري يعكس التطوير والتنمية للعودة إلى عصور مظلمة متخلفة تضع الدين في إطار رجعي بعقلية متحجرة تحكم بقطع الرقاب، وتسيء للقيم النبيلة للدين الإسلامي وتقديمه كدين دموي متخلف.