معادلات دولية.. وعواصم تسقط
بقلم/ عفاف الفرجاني
ثلاثة عشر عاما من صمود نظام بشار الأسد في سوريا ضد المعارضة المسلحة، وبسقوط مفاجئ لم يدم إلا عشرة أيام يخسر بشار البلاد!
من يظن أن الحراك الشعبي أو الجموع المعارضة هي من أسقطت النظام فهو واهم،
السقوط كان من تداعيات صراعين أولهما الإسلاميون وفصائل المعارضة، الذين تم استعمالهم باسم الدين بعد أن تمت أدلجتهم من جهات خارجية، والصراع الآخر هو صراع أمريكي صهيوني مشترك.
سوريا منذ غزو العراق، أصبحت الهدف الأساسي لأمريكا في المنطقة العربية، فلم تجد الولايات المتحدة الأمريكية سياسة خاصة تنتهجها مع النظام السوري يلبي مطامعها والتي هي تحصيل حاصل يخدم حلفاءها في المنطقة على رأسها إسرائيل وتركيا.
لعبت المواجهات بين العدو الصهيوني المدعوم من أمريكا وحزب الله في لبنان والذي دام لأكثر من سنة بشكله الحقيقي والمعلن والذي أسفر عن مقتل وتدمير كامل للبنية التحتية في بعض مناطق اللبنانية دورا مهما في إسقاط النظام السوري، حتى أن التسلسل الهرمي لاغتيال رموز المقاومة الشعبية ضد إسرائيل منذ أكثر من شهرين من خلال الضربات الجوية الشرسة التي شنت على لبنان وغزة كان وراءه أهداف استراتيجية غير المعلن عنها من ضمنها عزل سوريا والانفراد بها من خلال إلهاء حزب الله في الحرب اللبنانية، رسمت المواجهات الأخيرة خارطة ذهنية سياسية جديدة في المنطقة لعبت على تغيير بعض المسلمات، أولها أن القوة الإسرائيلية ذات ثقل كبير في المنطقة وقادرة على مسح مدن من على الخريطة، وأن القوات الإيرانية ما هي إلا كذبة ودحضت باغتيال إسماعيل هنية في عقر دارها دون أن تحرك ساكنا مع أن الجاني معروف، وأن الروس الحليف القوي والدائم ما هو إلا حليف من ورق استعملته الأنظمة الحاكمة لاستمرارية بقائها،ـ وأن حماس وحزب الله القوة الصلبة التي لا تقهر قهرت وقتل قادتها!
قد يعتقد العدو الصهيوني وأمريكا أنه بانهيار هذه النظريات سيقف النضال الشعبي والمقاومة العربية، وسيتخلى الفلسطينيون عن حقهم في القدس والأقصى وغزة وفلسطين كاملة، وأن اللبنانيين سيتنازلون عن جنوبهم المتمثل في مزارع شبعا إلى بلدة الناقورة في قضاء صور.
ومن المضحك المبكي أن يعتقد أيضا البعض أن “هيئة تحرير الشام” هي الأفضل للخليط العرقي السوري، وأنها نضجت عما كانت عليه من أيرلندا إلى أفغانستان، أقول له من المستحيل تاريخيا أن يعاد تشكيل المتطرفين لأنفسهم، ولكن من الممكن أن يتوسعوا في تطرفهم!
في تقديري حصل التغيير فعلا بعد معاناة وحروب وفتن وتدخل أجنبي، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ما مدى إمكانية تحقيق السلام المنشود والحياة الكريمة وأمريكا وإسرائيل عرابة التغيير؟