ملفات وتقارير

سيرة ومسيرة

زاهية محمد علي الزربي ( 1964 – 1986)، ولدت في مدينة المرج عام 1964م، تلقت تعليمها قبل الجامعي بمسقط رأسها «المرج»، وفي عام 1981 التحقت بكلية الآداب – جامعة قاريونس – بنغازي، فحصلت على الليسانس في مجال الإعلام عام 198٥.

عُينت فور تخرجها معيدة بقسم الإعلام «كلية الآداب – جامعة قاريونس»، كما أسند إليها رئاسة وكالة الأنباء الليبية ثم عاجلتها المنية عام 1986، من إنتاجها الأدبي:
ـ ديوان بعنوان: «الرحيل إلى مرافئ الحلم» – صدر عن الدار الجماهيرية للنشر – طرابلس 1989.

–  مجموعة من القصص القصيرة والنصوص المسرحية نشرت ملحقة بديوانها: «الرحيل إلى مرافئ الحلم»، ولها قصة قصيرة نشرت ضمن كتاب مجموعة مختارات قصصية بعنوان: (9) قصص قصيرة.


– كتبت قصيدة الشعر الحر، حيث حافظت على التفعيلة والإيقاع ووزعتهما على السطر الشعري. حرصت على تقسيم القصيدة إلى مقاطع، مع وحدة الجو النفسي، فجاء كل مقطع بمثابة دفقة شعورية تسهم في تشكيل الإيقاع الداخلي لمجمل القصيدة، على نحو ما نجد في قصيدة «موعد بدء الختام» وهي توازن بين التعبير الذاتي الذي يعكس قوة العاطفة بإفادات رمزية، وبين الواقع الخارجي، ينبئ شعرها عن تميز ونضج، توهج مبكرًا وانطفأ سريعًا، تتكرر في قصائدها مفردات التمرد والثورة، مسندة إليها، وإلى الفقراء، تتوعد بها المستقبل.

في 13 من شهر ديسمبر من العام 1986م، رحلت رحمها الله..
رحلت التي شكلت رغم الزمن العصيب الذي عاشته وحياتها القصيرة اسماً لافتاً في فضاء الأدب والثقافة الليبية…
ندعو لها بالرحمة والمغفرة وندعو لوطننا بالفرج فقد كان يسكنها.
من قصيدة (موعد بدء الختام)
هي الوحدة الآن تغتالني
ويسحقني وقع هذا السكون البليدْ
تتفتح ذاكرتي الآنَ
للقاءٍ قديمْ
وتمضي مختارة
مواعيد أحزانها
كان شتاءً طويلاً
انهالت دموع السماء
وامتزجت بحنيني
هوى النجم القتيل
وبقي نجم وحيدا
من يغمد سكينه في جراحي؟
من يمنحني راحة الموت
فأهوي
كبنفسجة ذابله؟
إن ركامًا من الحزن
يغتالني
فأطوي أمام الرياح
شراعي
وأحفر في سفر الجنون
موعد بدء الختام
على بعد خطوة واحدة من حنيني
استدار الرصاص إليه
يعذبني وجهه وتلك العيون الحبيبة
حين تجيء في هدأة الليلْ
فتوقظ
فيَّ طائر
المساء الجميلْ
شهوةً للرحيل
ورغبة في البكاء
يجذبني الحلم المستحيلْ
فتعشوشب الذاكرة
وتنهض في القلب غاباته
وتصبو السنابل
للركض بين الحقولْ
حينما ألغت الأرض مواعيدها
وأغلقت صدرها دون اللقاء
غطى الرماد الفصول
قبل الوصولْ
وردة للفقير المقاتلْ
الذي لامس الشمس
ونما الموج بين كفيه
واستحال الجرحُ
رصاصْ
وردة للفقير القتيل
الذي استنهض العشق فينا
ولم يستكن
لأوجاعهِ
ولم ينحنِ
واقفًا صلبوه
ولم ينحنِ

من قصيدة: عن البوح والموعد الآتي
لغةٌ
لغةٌ
لغةٌ وحروفٌ ساكنةٌ
لا تعرف كيف تترجم هذا الوهج المتدفقَ
يسكنني الفقراءْ
يسكنني أنتْ
ويبحث عنك الفقراء
وكل المقهورين ينادونك
تَعِبٌ أنت ومرهَقْ
واعرف أن الليل كئيبْ
لكن الزهرة تفتح كفيها
تدعو عند الفجرِ
وأنت تنامُ
سويعاتٍ ثم تقومُ
وتدعو
كالزهر
كما قلبي
المسكون بكل الفقراءِ
كما البحر حين يقذف وعدًا
فتتلقفه السحب
وترسل أولى بشائرها
أغفو
ثم أعبُّ
في الحلم
رائحة الأرضِ
المشْبعة بالوعد وبالحب
كل لغات العالم ترتبكُ
وهذي حروف لا تتسع لحجم الأمل
لا تعرف كيف تترجم هذا الوهج المتدفق كالحمم
أنتظر متلهفةً
فتعلِّمني كيف تبدأ
الأرض دورتها
وأوقف فيك
مواسم ترحل نحو مواسم أخصب
ومد أخضر
يا لغة الأرض
يا لغة العشاقِ
والفقراءْ
———————————

زر الذهاب إلى الأعلى