نكبة دمشق!
بقلم/ د. مصطفى الزائدي
لا انتصرت الثورة ولا تحرر الشعب، فتلك لم تكن سوى شعارات خادعة صدّرها العدو لتخدير الشعوب وتجييش الجوقات الإعلامية حتى ينجح في تحقيق أهدافه دون ضجيج.
قولا واحدا لقد انتصر الكيان على سوريا، أسقط جيشها وقواها الأمنية، يدمر بشكل مستمر وممنهج كل قدراتها العسكرية والعلمية، ويستولي على أراضي منها يعتبرها حيوية لأمنه، ويرسم مخططات تقسيمها كي لا تقوم لها قائمة، و يرهن قرارها السياسي بيده، وسيستخدمها ساحة ينطلق منها لشطب الأردن من الخريطة وتقسيم الخليج خوفا من أمواله !
كما انتصرت تركيا التي تسعى للتمدد جنوبا لتعيد مجد العثمانيين لتثأر من العرب الذين خذلوها مع الإنجليز وخذلهم بعد أن حقق ما أراده منهم.
التمدد التركي له مسبباته بخلاف ما روج عن التمدد الإيراني الذي لا قاعدة تاريخية له، وعلى عكس الترك الذين مارسوا سياسة التتريك، اندمج الفرس في الحضارة العربية الإسلامية وبرز منهم المفكرون والعلماء الذين كتبوا بالعربية وانتسبوا بالفعل إلى حضارة اللسان العربي الجامع للمسلمين!
محاولات التدجيل بتضخيم بشار الأسد ونشر صورة جلها مفبركة عن جرائم وقعت وقت حكمه لا يمكن أن تغطي على الحقيقة، عمليا انتصر العدو علينا بنا وبأدواتنا، ونجح ككل مرة في امتطاء السفهاء منا ليدمروا بلداننا ويقضوا على مستقبل أمتنا!
الصراع يتمركز حول الوجود العربي أو غيره في المنطقة، وليس صراعا مذهبيا كما يروج البلهاء بين السنة والشيعة!
لقد نجح أبطال المقاومة في غزة في محاولتهم الجرأة إعادة الصراع إلى طبيعته الأصلية، وقدموا أثمان باهظة، ولا شك عندي رغم ما يجري في سوريا ورغم الموقف الذليل للدول العربية، أن نكبة دمشق لن تؤمن وجودا دائما للكيان وأن جيلا عربيا شجاعا سيخرج من بين الركام، هكذا علّمنا التاريخ، وخاصة تاريخ الشام إبّان مرحلة حروب الفرنجة التي أطلقوا عليها ـ هم وليس نحن – الحروب الصليبية!.