مقالات الرأي

الصراع السياسي لأجل النقود 

بقلم/ عبد الله ميلاد المقري

الصراع في ليبيا بين الأجسام المتشبثة بمواقع السلطة لأجل الكسب المالي غير المشروع الذي تغذيه عوامل الفساد المنتشرة في كل المجالات في دولة فاشلة هياكلها الرقابية عاجزة أن تتابع الإجراءات التي يتم بموجبها إدارة الشأن المالي والاقتصادي وفق القانون فهي أي هذه الأجسام التي لم تتوقف عن العبث اليومي ووقودها هو هذا الانشطار الأمعي السياسي الذي أصبح أداة يوميا للتنابز بأسخف العبارات وأتفهها هو صراع يقود الوطن إلى التهلكة ولا يدخل في عمليات منافسة على الأصلح وليس صراع معارضة لبرامج سياسية، ويدور في الأساس من منظور كسب نقود وكسب نفوذ ويدعم هذا الاتجاه الزيارات التي تقوم بها المجموعة الغربية المعتمدة دبلوماسيا إلى كل المناطق التي لن تصل نتائج جولاتها إلى صانعي القرار وحتى قيادات الأفريكانم التي طردت من بعض الدول الأفريقية تشتكي أنها غير قادرة على إقناع البيت الأبيض بجعل قرارات 5+5 نافذة وفاعلة لإنهاء دور الميليشيات التي نصبتها وخلعت عليها نوعا من الاعتراف في التأثير السياسي والاجتماعي والتي تجعل منها المخابرات الأمريكية الواجهة في الاستمرار في خطف العاصمة طرابلس من كل الأجهزة بالإضافة إلى الوجود الإيطالي والبريطاني على الأرض استخباراتيا وعسكريا وأيضًا الاحتلال التركي بقواته وطائراته المسيرة ومرتزقته التي يفوق عددهم أكثر من 22 ألفا يتقاضون مرتبا شهريا يساوي مرتب عضو مجلس النواب دون علاوة عدم مشاركة في الجلسات وفي المناطق التي تشهد حربا حقيقة في الزاوية الغربية الساحلية وبعض الالتماس يوميا داخل مدينة طرابلس هو من أجل التوسع في قضم كل فصيل لأرض جديدة ومسالك جديدة تزيد من مساحة طوابير الزحام في الطرق وربما رئيس الحكومة الذي على استعداد أن يرضي الأمريكان ويخالف مجلس النواب ويتآمر على القوات المسلحة العربية الليبية ويرشو أعضاء في المجلس الاستشاري ويعلن أن حكومته استقطبت قادة ميليشيات في وزارات السيادة لأجل فرض الحجاب ويعتاد بين الحين والآخر مع التنظيم الإخواني استحداث نوع من الأزمات المتتالية في ربك المشهد وما يزعجه أن تحدث وقفات احتجاجية من قبل الشباب لتتفيه هذه السلطة الفاسدة والدعوة لرحيلها وهي عملية إرهاصات ستتحول في أي لحظة إلى فعل ثوري نضالي يحدد مساره الشارع وتقوده الجموع الوطنية لإنهاء حالات العبث والتشرذم وإسقاط كل محاولات الالتفاف على حقيقة التغيير السياسي والاجتماعي في إطار سلمي يلتقي فيه الشعب مع قواته المسلحة العربية الليبية في التخلص من حالة العبث بمصير الشعب الليبي وإرادته الحرة في بناء دولته الوطنية ذات المرجعية الشعبية فيها الشعب صاحب القرار وصاحب الإرادة وصاحب الاستقلال الوطني والتخلص من التواجد الأجنبي الذي غرسته المؤامرة في هذا الوطن وللأسف بأيدٍ ليبية فاسدة ومأجورة وهي التي ستنال جزاءها بما فعلت من تدمير لمقدرات الوطن وحلم شبابه في أن يكون لهم مستقبل يحقق القدرة العالية في الصحة والتعليم والأمن والسلام وأن تكون ليبيا بلد الجميع وحضن الجميع.

زر الذهاب إلى الأعلى