التفكير الإيجابي ورهانات الحياة
بقلم/ المهدي الفهري
تجديد تفكيرنا بالقراءة والكتابة يجعلنا ننظر إلى الحياة بأمل وتفاؤل ويمنحنا فرصة مغرية لتسويق مواهبنا وتجاربنا كما يجعلنا شبابًا في العقل والتفكير ويجنبنا إهمال مهمتنا الرئيسة في الحياة والاستسلام لإغراءات المال ما يجعل الحياة تؤتي ثمارها بشروطنا وليس بشروط الآخرين، وما نحتاج إليه جميعا هو التحلي بسعة الصدر وقليل من الصبر والتميز بنوع من الخصوصية وإعادة رسم أهدافنا وفق المعطيات الجديدة وعدم ترك مساحة شاغرة للأفكار السلبية والمحبطة والسماح لليأس بالدخول إلى عقولنا والسيطرة على مشاعرنا من الوهلة الأولى ومراعاة السياق الزماني والمكاني في أي بناء نصي أو كلامي واختيار المناخ المناسب في طرح مبادراتنا وقضايانا يجعلنا أكثر واقعية في فهم الفكرة وأكثر مرونة في إيصالها إلى غيرنا وجعلها أكثر وضوحًا ورواجا لمسامع وقلوب الآخرين بلا أدنى تردد أو معارضة وهذا ما يزيح عن كاهلنا عناء الوقت والجهد الذي قد نلجأ إليه في الشرح والتفسير وفي الحجة والإقناع وبما يعيننا في هضم كل ما نسمعه من وجهات النظر المتباينة بكل عقلانية وسلاسة مع المحافظة على سلامة العقل وتنقيته من أي أفكار تخالف الفكرة التي نسعى إليها والقدرة على مواجهة تحديات الحياة بثبات لنبقى سادة أفكارنا وقراراتنا ونحن نمتلك الجرأة على تجاوز موجات الفوضى والارتباك والوصول إلى نقاط تحوّل عميقة في حياتنا وفي ظل قواعد للحياة تتطلب الحكمة والقابلية للتحمل وتستوجب العزم والتصميم ولا تستقيم أبدا مع الرضوخ والاستسلام وجرح الكرامة وتلك أسس يشترك فيها غالبية الخلق السويّ ويتفق عليها عامة العقلاء وتنال اهتمام الجميع بلا استثناء في عالم يخضع للتغيرات السريعة في العلاقات الإنسانية ويتفاعل معها كل إنسان حسب ثقافته وفهمه ومدى استعداده للتعاطي معها بفاعلية وبما ستحمله في طياتها من أسرار ومضامين، والأفعال هي التي تقود إلى ترسيخ الأفكار في عقول الناس وتساعد في إدارتها بسهولة ويسر وبخاصة في العالم الافتراضي، وغموض بعض المواقف يدفعنا أحيانا إلى التعامل معها بشكل معاكس ويقودنا إلى التساؤل في الكثير من الأمور التي لها أكثر من تفسير وأكثر من معنى وتحمل في أعماقها دلالات واحتمالات متناقضة ويظل ما يقوله ويتداوله الآخرون ليس قدرًا حتميًا لا مناص من قبوله، بل هو مجرد رأي يخضع للنقاش واجتهاد يحتمل الخطأ والصواب وجهد قابل للقبول والرفض بكل حرية واحترام وما ينبغي علينا عمله في كل مرة هو أن تكون جهودنا في مستوى آمالنا وطموحاتنا وأن نستغل وقتنا وجهدنا في تحقيق ما نطمح إليه من أهداف من خلال المساهمة في اختيار أسلوب ناجح لنهجنا ومسارنا والمشاركة في تغيير سبل وقواعد الحياة بما هو جدير لكسب رهاناتها وتحدياتها، فالكثير من الناس يفتقرون للإرشادات اللازمة للعبور أمام تقاطع ومفترق طرق الحياة ويمرون عليها مرور الكرام دون فحص أو تأمل ودون اكتراث أو اعتراف بوجودها!