مقالات الرأي

اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني

بقلم/ ناصر سعيد

يأتي تخليد اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يصادف التاسع والعشرين من نوفمبر من كل سنة، في ظل تمادي الكيان الصهيوني في انتهاكه الصارخ للقانون الدولي وكل المواثيق والأعراف الدولية وتوسيعه للمستوطنات وتنكيله بالشعب الفلسطيني بالحصار والتقتيل والاغتيالات.

هذا اليوم التاريخي هو لتذكير الضمير العالمي وكل القوى الحية بمعاناة الشعب الفلسطيني، وفي نفس الوقت مناصرته في دفاعه البطولي عن حقه في الحياة وعن قضاياه العادلة. 

لقد أقرت الأمم المتحدة في العام 1977 اعتبار يوم التاسع والعشرين من نوفمبر من كل عام، يومًا للتضامن مع معاناة الشعب الفلسطيني تُقام فيه فعاليات عديدة لإحياء هذا اليوم، والذي تحل مناسبته هذا العام وما يسمى بدولة الكيان الغاصب لأرض فلسطين تواصل حربها على قطاع غزة للشهر الرابع عشر على التوالي، ارتقى خلالها ما يقرب من 45 ألف شهيد وما يزيد على 100 ألف جريح، جلهم من النساء والأطفال، وسط دمار هائل طال كل مناحي الحياة في قطاع غزة فضلًا عن المجاعة التي تفتك كل يوم بعشرات الأطفال والمسنين.

إن الوضع الحالي، الذي يتسم بمعاناة شديدة للسكان المدنيين العُزل، وما تقترفه أيادي الهمج الصهاينة من تدمير للمنازل والمستشفيات والمدارس، وتقييد وصول الفلسطينيين إلى الاحتياجات الأساسية مثل المياه والطعام والأدوية، هو مأساة تلامس ضمير العالم، هذه الأعمال الهمجية التي لا تؤدي فقط إلى تعميق الأزمة الإنسانية، بل تمثل أيضًا انتهاكًا جسيمًا للقانون الدولي الإنساني، فما شهدته غزة من قصف وتفجيرات وقتل جماعي على مدى العام المنصرم كان أشد وطأة مما شهده المدنيون في الحربين العالميتين الأولى والثانية.

نحيي هذه الأيام يوم التضامن مع شعبنا العربي الفلسطيني الذي يتزامن مع اتخاذ الجمعية العامة في 29 نوفمبر1947، القرار 181 الذي ينصّ على تقسيم فلسطين إلى دولتين، هذه الذكرى التي تَحِلُّ في ظلِّ تلاشي حلم الفلسطينيين بإقامة دولتهم، وسط انتشار المستوطنات كالسرطان في أرض فلسطين التاريخية، التي لم يتبق منها سوى 15%، ومع إعلان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أنَّ المستوطنات حظيت بشرعية أمريكية وباتت جزءًا مما سُمي بإسرائيل، والاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لهذه الدولة اللقيطة في العام 2017. 

هذا من دون أن ننسى الجولان العربي السوري العزيز ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا اللبنانية المحتلَّة.

إنّ القضية الفلسطينية هي قضية حق ستنتصر، ومسار عدل سيتحقق، مهما أوغل المعتدون في محاولة الالتفاف على شرعيتها ومشروعيتها، فحدود الدول وخرائطها ترسمها الشعوب بنضالها من أجل حقوقها غير القابلة للتصرف، وأستعير في هذا السياق كلمات لأيقونة النضال الإنساني الراحل “نلسون مانديلا”، في معرض دفاعه عن حق الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها، “إنَّ حريتنا لن تكتمل بدون حرية الشعب الفلسطيني”.

زر الذهاب إلى الأعلى