-مقالات الرأي

فرحة فلسطينية واستنكار إسرائيلي!!

بقلم/ ناصر سعيد

وأخيرًا فعلتها محكمة الجنايات الدولية وأصدرت مذكرة توقيف في حق رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، ووزير دفاعه السابق غالانت لاتهامهما بارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية في قطاع غزة، واستخدام التجويع كسلاح للقتل والاضطهاد والحرمان من العلاج الطبي وغيرها من الأفعال غير الإنسانية.
لقد أثارت أوامر الاعتقال التي أصدرتها المحكمة في لاهاي الخميس الماضي، ردود فعل واسعة على الصعيد الدولي، كانت أغلبها إيجابية وملتزمة باعتقال نتنياهو في حالة وصول تلك الدول، بعد أن أعربت عن ضرورة احترام قرار الجنائية الدولية، والعمل فورًا لوقف جرائم الإبادة بحق المدنيين العزل، واعتبار القرار انتصارًا للعدالة الدولية وحقوق الإنسان، وخطوة شجاعة في مواجهة الجرائم والانتهاكات الخطيرة التي ترتكبها حكومة الاحتلال، واستعادة مصداقية النظام الدولي.
بينما الموقف الأمريكي والمجري والأرجنتيني المتشدد والداعم للكيان الصهيوني، جاء -كالعادة- رافضًا لقرار المحكمة ومنحازًا ومتضامنًا مع ما تمارسه قوات الاحتلال من جرائم بشعة.
وبالمناسبة صادف صدور مذكرات الاعتقال بعد وقت قصير من استخدام أمريكا حق النقض “الفيتو” في مجلس الأمن ضد قرار، أجمع كل أعضاء المجلس على أنه يستجيب لمتطلبات القانون الدولي لوقف إطلاق النار ولمنع المجاعة والإبادة.
ورغم الاعتراض الأمريكي الذي عطل صدور القرار لعدة أشهر وأمام الرفض الصهيوني لقرار المحكمة، فقد أصبح الآن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مطلوبًا رسميًّا، ما يتعين على المحكمة الجنائية الدولية ممارسة صلاحياتها وفقًا للقانون دون أدنى تردد لتحقيق العدالة والاقتصاص من مجرم الحرب والعدوان الذي استهدف قتل ما يزيد على 50 ألف مواطن، منهم أطفال ونساء وصحفيون وأطباء ومسعفو وموظفو الأونروا ومن بينهم أجانب.
ومن المعلوم أنه ليس لدى الجنائية الدولية جهاز شرطة ولا جيش خاص بها، وإنما تعتمد على الدول في القبض على المشتبه بهم وتسليمهم، وتبقى أوامر القبض سارية المفعول مدى الحياة، ما لم يقرر قضاة المحكمة خلاف ذلك.
تظل فرحة الفلسطينيين بقرار المحكمة إشعاع أمل لاستعادة الحقوق وتحقيق العدالة والقصاص واستمرار الحياة رغم التخاذل وعتمة السواد العربي الصامت والمحزن.
ويبقى السؤال المهم: هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية جرائم الحرب والإرهاب الصهيوني؟ وهل تصمد المحكمة أمام التعنت الأمريكي الذي قد يهدد كيانها وتعطيل عملها؟

زر الذهاب إلى الأعلى