ملفات وتقارير

بعد 10 سنوات من انعقاد المؤتمر الأول للحركة الوطنية الشعبية الليبية

متابعات – منيرة الشريف
الحركة الوطنية الشعبية الليبية، منظمة سياسية حقوقية اجتماعية إعلامية سلمية، معارضة علناً للواقع الظالم في أرض الوطن، وهى إطار يضم كافة المكونات السياسية والاجتماعية والمهنية للشعب الليبي، فتتألف الحركة من فعاليات الشعب الليبي، الاجتماعية والأكاديمية والمهنية والحقوقية والنقابية والدينية والعسكرية والأمنية وغيرهم. وهي جماهيرية مفتوحة لكل الليبيين رجالاً ونساء، إلا الذين ساهموا بالقول والعمل في العدوان الأطلسي وما نتج عنه من مآس. تعمل من أجل تحقيق السلم والاستقرار وتأكيد سيادة الشعب، وتنبذ العنف والإرهاب والتطرف، وتؤمن بتعدد الآراء في إطار مصلحة الوطن والأمة والعقيدة، وتتيح المجال للرأي والرأي الآخر.

تأسيس الحركة
شُرع في تأسيس الحركة أواخر العام 2011، وعقدت لقاءات وحوارات عدة في كل الساحات، كما عقدت أيضا لقاءات واجتماعات وحوارات عبر شبكة المعلومات الدولية من أجل صياغة واعتماد وثائق الحركة المتمثلة في ميثاق عمل الحركة وعهد شرف الانتماء للحركة والهيكل التنظيمي للحركة، وتتألف الحركة من الأعضاء المؤسسين لها وممن ينضم إليهم لاحقاً من المواطنين الليبيين المؤمنين بمبادئ الحركة، والملتزمين بمواثيقها، بقصد المضي قدماً نحو استعادة ليبيا من بين براثن القبلية والعنف والتبعية للأجنبي والتخريب والكراهية التي تجذرت في النفوس.
وأصدرت الحركة بيانها التأسيسي بتاريخ 2012/2/2 في دولة الجزائر، أكدت فيه عزمها على العمل بشتى السبل من أجل الحفاظ على سيادة ليبيا ووحدتها الترابية وسلامة أرضها وأمن مواطنيها، ورفضها لكل ما نتج عن الفتنة والعدوان سياسيا وثقافيا واقتصاديا واجتماعيا وقانونيا، والعمل على إطلاق كل الأسرى والمعتقلين دون استثناء، وخلق الظروف المناسبة، واتخاذ الضمانات اللازمة لعودة المهجرين قسرا إلى مدنهم وقراهم وبيوتهم وجبر الضرر الذي ألمَّ بهم.
وشددت الحركة في بيانها على بناء مؤسسات الدولة الليبية التنفيذية والتشريعية والتنفيذية والقضائية على أسس ديمقراطية سليمة تقوم على المواطنة دون تمييز أو تفريق بين المواطنين على أساس عرقي أو مذهبي أو جهوي أو معتقد سياسي.
كما أكدت على استعادة السيادة الليبية ووضع حد للتدخل الأجنبي في استقلالية القرار الليبي وحفظ ثروات ليبيا المادية والثقافية واستعادة المنهوب منها من قبل أفراد وحكومات استغلت الأزمة، وإرساء سياسة خارجية ليبية مستقلة تراعي مصالح ليبيا قبل كل شيء، ونبذ سياسة الإقصاء والتهميش والخطاب المحرض على الحقد والكراهية، وحل الميليشيات المسلحة وعودة أفرادها إلى سابق أعمالهم، وإعادة تأهيل غير العاملين منهم في أعمال وأنشطة مدنية أخرى، وبناء الجيش الليبي على أساس المواطنة.


أهداف الحركة
تتلخص أهداف الحركة في دعم وتطوير الرصيد النضالي والتحرري والتنموي من أجل تحرير ليبيا الوطن والإنسان، على كل المستويات المادية والمعنوية، والتصدي لما أفرزه ما يسمى بالربيع العربي في ليبيا من تشرذم وفتنة داخلية وسطوة الميليشيات والإرهاب والعبث بمقدرات الشعب الليبي والعمل على استعادة ليبيا مستقلة وموحدة، وتفكيك مكونات الواقع الظالم الذي أنتجه عدوان الناتو من مؤسسات سياسية غير شرعية وقوانين ظالمة وممارسات عدوانية صنعت تركيبة سياسية-قانونية ممسوخة ومزيفة، وضد روح الوطن والإنسان الليبي.
وتقديم قضايا المقاومة بشكل إيجابي وفعال على كل المستويات المحلية والإقليمية والدولية عبر آليات التواصل الدبلوماسي والإعلامي وفضح المخططات الخارجية والداخلية الهادفة لتدمير الوطن الليبي ونهب ثرواته وزرع روح الوهن والتبعية فيه.
كما تهدف إلى التحرير الشامل لليبيا كجغرافيا وكقيمة روحية وأخلاقية من الظلم والغبن والقهر المادي والمعنوي الذي فرضه غزو 2011، وأكدته قوى العدوان العالمي، ودعمته أذرعها الإعلامية والدبلوماسية الخبيثة، وإرساء دعائم سلم وطني شامل يضم كل الفرقاء الليبيين تحت راية الشرعية الحقيقية التي حاربتها قوى الشر العالمي، وتحقيق صيغة توافقية فعالة نحو مجتمع ديمقراطي متجاوز لآثار الفتنة والعدوان والخذلان، وتقديم نموذج إنساني أخلاقي متقدم من قلب ليبيا إلى العالم.


آليات العمل للحركة الوطنية الشعبية الليبية
عقدت الحركة اجتماعا في الخامس والعشرين من شهر أكتوبر 2014، حددت خلاله آلية فاعلة لعملها، كي تتمكن من خدمة مبادئها وتحقيق أهدافها التي تلخصت في عدة نقاط منها: التعاون والتنسيق مع كافة الأطراف السياسية الليبية الملتزمة بالشرعية الجماهيرية، والقوى الاجتماعية الصادقة والأصيلة الهادفة إلى تحرير ليبيا إنساناً وأرضاً وبكل الوسائل الممكنة التي تتيحها الظروف الدولية والمحلية، والمشاركة الفعالة في العملية السياسية الدولية والإقليمية لاستعادة الشرعية في ليبيا من براثن الميليشيات المسلحة وأتباع الأجندات الأجنبية وإقامة مراكز الأبحاث، وإصدار الكتب، والنشرات، والصحف، والمحاضرات التثقيفية، والإعلامية، وعقد الندوات والمؤتمرات التخصصية التي تدعم جهد المقاومة الخضراء وتؤكد على شرعية كفاحنا من أجل الحرية والعدالة.
كما تسعى الحركة لتفعيل العمل الشعبي المقاوم من خلال المؤتمرات، والاعتصامات، والمهرجانات العامة، والمعارض، والاحتفالات وغيرها من مظاهر التفاعل الشعبي المؤثرة في الرأي العالمي والمحلي، والعمل من خلال وسائل الإعلام المحلية، والعالمية، من صحافة، وتلفزيون، وإذاعة، وإنترنت لتقديم رؤية الحركة بشكل فعال ومؤثر في الوسط الشعبي داخل وخارج البلد بما في ذلك إنشاء وإدارة القنوات الفضائية والمسموعة والصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية وغيرها، والعمل أيضا من خلال المؤسسات، والجمعيات المجتمعية، والحقوقية الدولية، لرفع المظالم، وإحقاق الحقوق وفضح الممارسات الخاطئة، وتعرية الزيف والبهتان السياسي أو الاجتماعي أو الثقافي الذي تشكل في ليبيا، وتنظيم العمل الجماهيري وتأطيره، في شتى قضايا الوطن بهدف تعميق المشاركة الشعبية الواعية، في بناء الوطن والدفاع عنه أمام الأخطار، والاهتمام بالشباب، وتقديمهم للعمل من أجل تخليص ليبيا من واقعها الظالم.
وتعمل الحركة على التفاعل المستمر مع الصوت الإسلامي المستنير في المساجد والزوايا والمعاهد الدينية والتعاون مع أصحاب الخطاب الديني المستقل غير التابع لأجندات خارجية وغير المستسلم لحكومات وأنظمة أجنبية، والمبتعد عن الفكر التكفيري والظلامي والمتحرر من التمذهب والتقول، والحوار البناء مع المثقفين الليبيين، وأصحاب الفكر التنويري، وذوي الرؤى التقدمية، وأهل الصحافة والأدب من أصحاب القلوب الحية، للانضمام إلى مشروع الحركة، وانخراطهم في عملية نقد داخلي بنّاء لمساعدة الحركة على التقدم للأمام بخطوات ثابتة ومثمرة، والتواصل الفعال مع القوى الدولية لفضح الواقع الظالم وغير الشرعي الذي تعيشه ليبيا ودعوتها لدعم حقنا في تحرير الوطن الجريح من آلامه وقيوده، وحشد جهود كل فعاليات المجتمع من أجل تحرير الوطن وإعادة بنائه دون تهميش أو إقصاء، والاستفادة من التنوع الاجتماعي والثقافي لليبيين، ودعم جهود الدعوة الإسلامية إلى ترسيخ ونشر ثقافة إسلامية صحيحة.


مناشط واجتماعات الحركة
عقدت الحركة الوطنية الشعبية الليبية منذ تأسيسها سلسلة من الاجتماعات واللقاءات والحوارات والندوات والمناشط الفكرية بهدف تقريب وجهات النظر وتحقيق نوع من التآلف والترابط بين أعضائها والوصول إلى صيغة موحدة والعمل وفقها، وفي آخر اجتماع لقياداتها الذي عقد بتاريخ 30 أكتوبر 2024 تم الاتفاق على عدة نقاط منها: تنفيذ خطة عملية لتطوير العمل التنظيمي للحركة حتى تؤدي دورها على الوجه المطلوب في التغيير وفرز قيادات فاعلة قادرة على قيادة المرحلة والتركيز على الشباب والمرأة، ضرورة التواصل مع النقابات والاتحادات وخاصة نقابات المعلميـن والمحامين واتحاد الأدباء والكتاب والطلاب والفلاحين، من خلال برنامج عمل لنشر أفكار الحركة واستقطاب العناصر الوطنية في هذه الأجسام.
كما تم الاتفاق على أن تكون قيادة الحركة جماعية وتعمل بروح الجماعة ولا مجال فيها للانفراد باتخاذ القرارات وينبغي أن ينعكس ذلك في الفروع والمكاتب، ورفع درجة الوعي الفكري لأعضاء الحركة وتدريبهم على النضال السياسي حتى يتمكنوا من تثقيف الجماهير وتوعيتهم بطبيعة الأزمة والمستجدات والتطورات المحلية والقومية والدولية، ومن المهم تنفيذ برامج تثقيفية في هذا المجال، وتفعيل الخطاب الإعلامي والاهتمام بمواقع الحركة على منصات التواصل الاجتماعي، والإذاعات وصحيفة الموقف الليبي.

Back to top button