أمريكا ديمقراطية القوى
بقلم/ عبد الله ميلاد المقري
أول انتخابات أمريكية لمن يسكن البيت الأبيض لمدة 4 سنوات قادمة يدير السياسة والاقتصاد والعلاقات الخارجية في هذه الدولة التي ولدت من رحم الحروب الأهلية وتحولت إلى دولة إمبريالية شنت معارك وعدوانًا على دول في شرق آسيا كوريا، فيتنام، الصين، واستعملت في حربها مع الإمبراطورية اليابانية القنابل النووية في هيروشيما ونجازاكي لتصل إلى مجريات هذه الانتخابات غير المعتادة، حيث حرقت الأعراف والبروتوكولات التي فاز بها ترامب بنتيجة مريحة على منافسته هاريس التي لم تتمكن من الاقتراب من النتيجة التي كانت هزيمتها راجعة إلى رئيسها بايدن والحزب الديمقراطي الذي صاحبه الفشل في الاقتصاد والبطالة وضخ الأموال الضخمة لأوكرانيا ومشاركة الدولة الصهيونية في العدوان على غزة ولبنان والقصف المتوالي على اليمن بمشاركة الجيوش البريطانية وتقديم الدعم اللوجستي في مهاجمة إيران عبر دول إقليمية العراق في المقدمة.
وقبل هذه الانتخابات أرسلت أمريكا للمنطقة أحدث الطائرات المقاتلة للحفاظ على أمن الدولة الصهيونية، وفعليا القوات الأمريكية تقاتل على الأرض وتتصدى ضمن حزام فصائي لمجابهة صواريخ حزب الله وقذائفه التي لا تزال تضرب في عمق الكيان الصهيوني برغم القوة المفرطة للجيش الصهيوني والدعم الحربي اليومي والقبة الحديدية الأمريكية، وانتظارا فيما يتعلق بكبح حروب أمريكا طيلة العهود الماضية وخاصة في الشرق الأوسط وهزيمتها في أفغانستان التي اعتبرت أكبر خسارة في حجم المعدات والأسلحة الحديثة التي أعدت لملاحقة قادة تنظيم القاعدة في سلسلة الجبال الوعرة على وصول القوات البرية الأمريكية بالإضافة إلى تريليونات الدولارات من ضرائب المواطن الأمريكي الذي يرفض هذه الحرب وغيرها التي تقوم بها الإدارات الأمريكية في العالم وهذا المواطن لم يقتنع أن ديمقراطية النظام السياسي التي تأتي بها هذه الانتخابات تحقق إرادة الناس في منع بلادهم من شن الحروب على بعد عشرات الآلاف من الأميال.
وبالنظر إلى نتيجة هذه الانتخابات الرئاسية بعودة ترامب إلى الرئاسة هل تأخذ تصريحاته حول اتهام الناتو بالعدوان على ليبيا وتحويلها إلى دولة فاشلة محتلة من قوى خارجية ولم يتوقف عند هذا الحد، بل اتهم الإدارة الأمريكية بأنها من ساهمت في إسقاط النظام السياسي ومقتل السفير الأمريكي الذي جاء بواسطة من أحضرهم الناتو في تدمير ليبيا، وهكذا تصبح نتيجة هذه الانتخابات مظهر الديمقراطية القوة والصراع في سلب المواطن إرادته في اتخاذ القرار كمشروعية في إدارة السلطة.