خبير بالنقل الجوي يوضح خطورة المعلومات المغلوطة على مستقبل شركات الطيران الليبية
متابعات – سيد العبيدي
أكد خبير النقل الجوي والطيران المدني الدكتور محمد محمد عيسى، أن هناك معلومات مغلوطة وخطيرة انتشرت في برامج تلفزيونية في الآونة الأخيرة حول شركات الطيران الليبية وصناعة النقل الجوي.
وأضاف في تصريح خاص لـ “صحيفة الموقف الليبي” أن هذه التصريحات صدرت عن أشخاص قُدِّموا في البرامج التليفزيونية على أنهم خبراء، تتضمن معلومات مثل ادعاء أن شركة معينة تشتري الطائرات مباشرة من المصانع، أو أنها الأولى التي تستخدم طائرات عابرة للمحيطات، أو تختار محركات من نوعيات خاصة، مضيفا: للأسف، هذه الأقوال لا تمت للواقع بصلة، مما يثير قلقًا كبيرًا بشأن تأثير مثل هذه المعلومات على الجمهور”.
وأشار إلى أن مخاطر المعلومات المضللة، هي تشويه الحقائق التقنية، حيث أن صناعة النقل الجوي تعتمد على تقنيات معقدة وإجراءات صارمة تغطي الجوانب الفنية، المالية، والتشغيلية، والإدلاء بمعلومات خاطئة يضلل الجمهور ويشوه فهمه لهذه الصناعة الحيوية.
وتابع عيسى: عندما تُكتشف لاحقًا عدم دقة هذه التصريحات، تتأثر مصداقية شركات الطيران والمسؤولين سلبًا، مما يؤدي إلى فقدان الثقة لدى الجمهور، كما أن المعلومات غير الدقيقة قد تؤدي إلى انطباعات مبالغ فيها حول قدرات الشركات، مما يضعها في موقف صعب عندما تُثبت هذه المزاعم عدم صحتها.
وأشار خبير النقل الجوي والطيران المدني إلى وجود أصوات غير مؤهلة في النقاشات يساهم في انحراف الحوار عن القضايا الحقيقية التي تتطلب فهماً متخصصاً ودقيقاً، لافتاً إلى أن عملية التزود بالطائرات ليست بالبساطة التي قد تبدو عليها في بعض التصريحات الإعلامية، إنها عملية معقدة تشمل دراسة الجوانب التشغيلية، الاقتصادية، ومتطلبات السوق.
وقال إن هذه العملية تتطلب تعاون بين فرق متعددة التخصصات تشمل: “خبراء هندسة الطيران وصيانة الطائرات، مختصي التسويق، مستشارين ماليين، طيارين لتقييم الأداء والاحتياجات”.
ولفت “عيسى” إلى التزود بالطائرات عبر الشراء المباشر من الشركات المصنعة، أو من خلال ترتيبات مثل عقود الإيجار التشغيلي أو التمويلي، مع اختيار المحركات بناءً على معايير فنية وتجريبية دقيقة.
وقال إن تصحيح المسار الإعلامي حول صناعة النقل الجوي يحتاج إلى “إصدار بيانات رسمية من الشركات الوطنية وسلطات الطيران لتصحيح المعلومات المغلوطة، تنظيم حوارات إعلامية مع خبراء حقيقيين لتثقيف الجمهور حول صناعة النقل الجوي، دعوة القنوات الفضائية للتحقق من مؤهلات الضيوف الذين يقدمونهم كخبراء، استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الحقائق وتصحيح المغالطات”.
واختتم، بالقول إن تبني هذه الخطوات سالفة الذكر يؤدي إلى تعزيز الوعي العام وحماية سمعة شركات الطيران الليبية، وضمان تقديم صورة واقعية عن دورها في خدمة الاقتصاد الوطني.