إدارة جديدة قديمة
بقلم/ ناصر سعيد
الانتخابات الأمريكية انتهت بفوز ساحق للمترشح ترامب على المستويين الشعبي والمندوبين، وهذا فوز كبير للحزب الجمهوري غير متوقع، حتى أنه تمكن من السيطرة على مجلس الشيوخ والبرلمان، لعل هذه النتيجة جاءت لتعكس موقف الناخب الأمريكي الرافض لسياسات بايدن الداعمة لحرب الإبادة الجماعية في غزة والعدوان الإسرائيلي المستمر على الشعب الفلسطيني.
من المتوقع أن تحدث تغييرات في السياسة الأمريكية على الصعيد المحلي بعدد من القضايا الاجتماعية والاقتصادية وملف الهجرة، ولكن لا أجزم بتغير السياسة الأمريكية خارجيًّا فيما يخص منطقة الشرق الأوسط والوطن العربي والبلدان الإسلامية بشكل عام، فهي سياسة مرتبطة بتغلغل اللوبي الصهيوني في الدوائر الأمريكية، وهو من يقوم بضبط إيقاعها لمصلحة الكيان الصهيوني وضمان حمايته، ولهذا أستبعد حدوث تغيير إيجابي، فكل الإدارات الأمريكية الجمهورية والديمقراطية كان موقفها متحيزًا انحيازًا كاملًا وتامًّا وبلا حدود أو قيود لإسرائيل.
من ناحية أخرى وبصعود ترامب، ربما سيكون هناك تحول وتغيير في بعض المواقف منها: الحرب في أوكرانيا لصالح الاتحاد الروسي، وتخفيض التوتر مع كوريا الشمالية، وموقف يتعلق بالضغط على حلف الناتو وتفكيكه باعتماد نهج أكثر انعزالية يؤدي إلى تقليل الدعم الأمريكي للحلف، ومن المحتمل أن يبقي على الإستراتيجية الأمريكية التقليدية المتمثلة في خنق إيران التي انتهجها أوباما، ورغم ما شهدته فترة رئاسة ترامب السابقة من تقارب سياسي واقتصادي مع بعض دول المنطقة العربية، فإن هناك مخاوف من مضاعفة الابتزاز وسحب أموالهم كما فعل في الماضي، ومع استبعاد التصعيد مع إيران، يستمر العداء ببرود في الصراع الاقتصادي مع الصين، وأن بعض هذا التماهي مرتهن بالتحالفات الإقليمية الجديدة والتعدد القطبي.
ولهذا لا نتوقع أن يحدث تغير كبير في الشأن الليبي ولا في الأزمات الأخرى في أفريقيا والعالم الثالث، لذلك لا يجب أن نتفاءل أو نتشاءم، علينا فقط أن نعتمد على أنفسنا وعلى قدراتنا في استعادة بلادنا لتحقيق الاستقرار.