-

ترامب .. رجل السلام؟!

بقلم/ محمد العماري

وأخيراً.. أفرحوا غنوا وزغردوا وارقصوا إلى مطلع الفجر، نجح ترامب أيها العرب، حكاماً وشعوبا!! وقد عميت عليكم الأنباء، سيكون عند وعده يقيناً، أنه أمريكي كما تقولون لن يكذب أهله! لا تخافوا، هذا رئيس! وليس مثلكم .. وأنه رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، أكبر دولة في العالم .. الدولة المثالية التي يقتدي بها العالم، بمن فيهم نصف الشعب الأمريكي الذي يريد هاريس، وهاريس هذه هي النسخة الأنثوية من أوباما وأنتم أيها الحكام العرب تفألتم كثيراً بها حتى اشتعلت نار انتفاضات الربيع العربي من تحتكم، ويذهب الأفاكون إلى أعمالهم.

وقد نبهكم الأخ القائد في قاعة معيتيقة وهو يخطب بمناسبة إجلاء القوات الأمريكية، وقال لكم (أوباما هو من أصل أمريكي ولأنه يقود حملته الانتخابية سوف يكون أمريكي أكثر من الأمريكان) وهو ما حصل فعلاً.

إن الصراع السياسي الذي يسفر عن فوز مرشح ما بنسبة 51% مثلاً من مجموع أصوات الناخبين، تكون نتيجته أداة حكم دكتاتورية، ولكن في ثوب ديمقراطي مزيف، حيث إن 49% من الناخبين تحكمهم أداة حكم لم ينتخبوها، بل فرضت عليهم وتلك هي الدكتاتورية.. هكذا يقول الكتاب الأخضر في فصله الأول.

الذين قالوا نعم لهاريس ولا لترامب، هم في حقيقة الأمر ليس كرها في ترامب وحبا في هاريس، العكس صحيح، قوم بلا موقف .. المهم بات ترامب اليوم يحكم الكل لأربعة سنوات، ما لم يُغتال أو يُصاب بمرض (لا سامح الله، بعيد السوْ عليه)، لسان حال العرب هكذا يقول!! وهاريس لا تختلف عنه إطلاقا، لا أدري كيف يحكم رجل نصف شعبه لا يريده؟!.

أنتم أيها الحكام العرب من القطيرة إلى موريتانيا، ومروراً بكل حاكم عربي ومعه شعبه العربي داخل زريبته إلا ما نذر، جميعهم تركتم كل أشغالكم وبقيتم أمام التلفاز وأيديكم على قلوبكم، وبعض المرات تتجه أحيانا إلى العلاء، تطلب الله سبحانه أن يكون مع المرشح الأمريكي، وبعد عملية الانتخابات سوف تروحون تباديد إلى بيوتكم وإلى أعمالكم.

أنتم لا تؤيدون مرشحا أمريكيا معينا لأنكم انتهازيون، وليس لكم وزن مثقال ذرة في السياسة الأمريكية لاسيما السياسية والاقتصادية، رغم ثقلكم العددي ورغم أموالكم المرصودة والمهربة بأسمائكم وأسماء زوجاتكم، وحتى التي بأسماء صاحباتكم، كان يجب تشكلوا بها موقفا ويكون لكم ثقل وشان، حاليا رغم عددكم ورغم دوركم العلمي في الجامعات والمراكز البحثية والعلمية، اليهود ليسوا أكثر منكم عددا ولا فعالية لكنهم فاعلين.

بماذا وعدتم؟ أي بماذا وعدكم المرشح الأمريكي الجديد؟ هل بتحرير فلسطين أو على الأقل بتحرير غزة أو جنوب لبنان، أو بمجدل شمس وبالجولان، هل وعدكم بوقوف أمريكا موقف المحايد في مجلس الأمن؟ أي قضية وقف معكم فيها ؟ هل بتحرير الأراضي العربية المحتلة في سبته ومليليه من إسبانيا؟، ام باسترداد لواء الإسكندرونه وديار بكر من تركيا؟.

أم باسترداد أرض الأهواز وجزر طنب الكبرى والصغرى من إيران.. هل وعدكم بتأييدكم في مطالبتكم بجزر الكناري العربية من إسبانيا، أم أرض القمر والمالديف وسومطرة التي كانت مملوءة باليمنيين.

هكذا .. نحن ننشغل الانتخابات الأمريكية أكبر من الأمريكان أنفسهم ، نؤجل حل مشاكلنا إلى بعد الانتخابات الأمريكية، نحن محتلين من داخلنا، ومعظمنا عملاء لأمريكا، نضع فلوسنا في بنوكها، ونشتري كل ما نحتاجه منها، موادنا الغذائية وسلاحنا وموادنا الزراعية وتقنية بناء المادي .. لا نثق في إذاعة مثل (CNN)، ولا نثق في دولة مثل أمريكا .. الأقلية الواعية والمثقفة هي الشريحة الوحيدة ما تزال فيها الأمل.

لنرى رجل السلام هذا.. رغم انه سيكون هذه الدورة أكثر حرية من ضغوط اللوبي الصهيوني ( كما تقولون)، وأن صداقته مع رجال الأعمال العرب قوية، ولكن أروني أي رجل أعمال عربي يتكلم عن القضايا القومية لا سيما في هذا الزمن التعيس، همه كسب الأموال فقط وبأي طريقة، لأنه غير مسيس.
أخيراً .. الناجح لديه خطة وبرامج، أما الفاشل فلديه تبريرات، أدعو الله أن ينير قلوبنا نحو النور ونحو العمل.

زر الذهاب إلى الأعلى