التوحش لن يصنع إلا توحشا
بقلم/ ناجي إبراهيم
الغرب يريد الاستقرار في منطقتنا، والاستقرار مصلحة غربية، هذه تصريحات تتكرر على مسامعنا من كل المسؤولين في هذا الغرب، ويلوكها جيوش (المهللين) على الفضائيات وفي الصحافة العربية والناطقة بالعربي، والسؤال ماذا لو أن الغرب لا يريد الاستقرار؟ هل المذابح التي ترتكب في فلسطين ولبنان ومنطقتنا ستجلب الاستقرار لمنطقتنا؟ وهل هذه الحروب والتحشيدات والصراعات التي تدعمها وتغديها الحكومات الغربية ستحقق الاستقرار في منطقتنا؟
ان ما يجري في منطقتنا هو حرب إبادة متكاملة الأركان تحت عناوين وشعارات براقة تقودها الأدوات والأذرع الناعمة التي تمهد الساحات لتقليل تكلفة حروبهم، واصطفانا أمام المقصلة دون صراخ ليحسنوا ذبحنا، قرارهم نافذ وأمرهم قد حسم والخيارات جميعها فوق الطاولة وتركوا لنا خيارين فقط: الذبح دون تكلفة يدفعونها، وتكلفة باهظة الثمن وقد تقود لإفشال مخططاتهم ومشاريعهم التي يتم تسويقها تحت عناوين خادعة وكاذبة وتغلف بكثير من الإنسانية، وليس جديداً أو مستغربا ما يرتكبه المستعمرون من قتل وذبح ودمار وما يقدمونه من حجج ومبررات تخفي نواياهم الحقيقية، المستغرب أن من بين الضحايا الذين لم يصل السكين إلى رقابهم من يبرر له ذلك، بل يساعده في تنفيذ خططه، ولا يتورع أن يصبح بوقا يسوق لمبرراته ويتحول إلى شيطان لغواية الضحايا، تاريخ منطقتنا والعالم يخبرنا في الماضي بعضاً من إنسانيتهم والواقع يقدم لنا صورة تكشف حضارتهم التي بنوها على جماجم الشعوب، والذي يتابع هذا التوحش وهذه الهمجية التي تمارسها قوات الاحتلال الصهيوني بدعم وغطاء غربي يكتشف التناقض بين أقوالهم وممارساتهم التي تؤكد على همجيتهم وتفضح شعاراتهم الكاذبة، ورغم هذا الكم من الخراب والدمار والقتل الذي تتعرض له أمتنا يوجد بعض من المدفوع لهم من العرب يحملون المسؤولية للمقاومة المشروعة في فلسطين ولبنان، في كل يوم يستمر فيه العدوان والاحتلال يولد مقاوم جديد من رحم الحقد ومن وسط الركام ليحمل راية الحرية ولينتقم لدماء الشهداء الذين سقطوا على تراب فلسطين ولن تسقط هذه الراية حتى هزيمة الاحتلال وتحرير فلسطين من البحر إلى النهر، وكلما أوغل المحتل في القتل تسابقت الجموع على الشهادة غير عابئة بالموت متمسكة بحقها في مقاومة الاحتلال الذي تكفله كل الشرائع السماوية والقوانين والأعراف والمواثيق الدولية، أنهم ينطحون في الصخر الذي ستتحطم عليه عنجهيتهم وهمجيتهم وسيأتي اليوم الذي ينتصر فيه أصحاب الحق على باطل الاحتلال ونراه قريبا وإن لم يتحقق في هذه المعركة سنفرح به في المعركة القادمة، وحربنا مع الاحتلال عمرها أكثر من قرن، بل قرون منذ الغزوات الصليبية حتى اليوم انكسرنا فيها مرات ونهضنا مرات والحرب سجال يوم لنا ويوم لعدونا، ولا نشك مطلقا في انتصارنا ومتأكدون ومتيقنون من هزيمة العدو.
نقول للخائفين والمرجفين، الخوف لا يطيل الأعمار، وساعات وأيام العمر محدودة، نحن اخترنا أن نموت موتا يغيظ الأعداء ولن تبقوا على قيد الحياة أنتم إذا جاء أجلها، ونذكر العملاء أن يتذكروا نهاية المتعاونين مع الاحتلال في فيتنام وهم يلقى بهم من سلالم مروحيات الجيش الأمريكي وهم يفرون من ضربات المقاومة الفيتنامية، وخاتمة عملاء أمريكا في أفغانستان وهم يتساقطون في مطار كابول من طائرات الجيش الأمريكي الهارب من نار المقاومة الأفغانية، لم تستثننا حضارة الغرب وإنسانيته وحشدت جيوشها الديمقراطية جداً وحلفها الحامي للسلام والمدافع عن المدنية فأغرقتنا بشعاراتها المسيجة بحقوق الإنسان حتى أخرجتنا من الحضارة الإنسانية وتحولنا إلى ساحة للصراعات الدولية وحتى الإقليمية وراكموا المشاكل والنزاعات بأسباب وبدونها، وتحولنا إلى دولة لا تلتفت لقضايا الأمة المركزية وبوصلة الصراع الإقليمي والدولي التي تشكل فلسطين مركزه، وكانت سبباً لتحملنا ما قبل الربيع (العربي) حصارا ومؤامرات وتهديدات توجت بعدوان همجي بربري غادر تحت نفس الشعارات التي تبرر الآن ذبح الفلسطينيين مما جعل قضية فلسطين بوابة للأزمات والصراعات في منطقتنا ومفتاحا للحلول والاستقرار وهذا ما يفسر هذه الهمجية والوحشية التي يتعرض لها الشعبان الفلسطيني واللبناني المساند له، والله لن تمحو ذكرنا وما جمعكم إلا بدد وما يومكم إلا عدد، والتوحش لن يصنع إلا توحشا.