مقالات الرأي

بالمقاومة والنضال

بقلم/ ناصر سعيد
 
احتفل الشعب الجزائري في الأول من نوفمبر بالذكرى الـ 70 لاندلاع ثورته المسلحة ضد الاستعمار الفرنسي الغاشم.. هذه الملحمة التي نحتها الشعب الجزائري بإبائه وعزمه وإرادة الحياة المتدفقة من عقول شبابه وحرائره وسواعد مجاهديه وإيمانهم قد مثَّلت علامة مضيئة في تاريخ الكفاح الوطني ضد الاستعمار الأبدي الذي كان يستهدف الأرض الجزائرية وشعبها ويهدد بضم هذه الرقعة العزيزة الغالية من الوطن العربي إلى فرنسا الاستعمارية بشكل نهائي.

إن ما قدمه الجزائريون من تضحيات، وما بذلوه من دماء، وما لقّنوه للمعتدي المحتلِّ من دروس وعبر لَتَضيق عن استيعابه الصفحات وتعجز عن تدوينه السجلات، ويُقيم الدليل على أن الإصرار والعزيمة والثبات هي الأسلحة الأشد فتكا في صراع الإرادات.. فهي التي أحدثت الفارق بين الظالم والمظلوم، ونصرت الأعزل على المدجج بالقنابل وأثقل العتاد، وأرعبت القوي أمام الضعيف المستضعف إلا من إيمانه ويقينه بالنصر.

ونحن نحيي هذه الذكرى المجيدة، من منطلق إيماننا واقتناعنا بأن التاريخ لا تصنعه سوى تضحيات الشعوب وسواعد المقاومين، نستذكر أيضًا اليوم وبمرور “107 أعوام” على وعد بلفور المشؤوم، الذي أعلنه وزير الخارجية البريطاني “آرثر بلفور” في الثاني من نوفمبر 1917 الذي منح الحق في أرض فلسطين للصهاينة “وعد من لا يملك لمن لا يستحق”، أن هذا الوعد شَكّل جريمة تاريخية كبرى شرعنت اغتصاب أرض فلسطين والحقوق وتشريد الشعب الفلسطيني، ومنذ ذلك الوقت لم يهنأ المحتل وواجه مقاومة باسلة وصلابة لم تلن، ولأكثر من سبعة عقود لم يستسلم الشعب الفلسطيني للوعود والقرارات البريطانية والوقائع العملية الناتجة عن وعد بلفور، والتي بدأت تفرض على الأرض من قبل الحركة الصهيونية وعصاباتها المسلحة، بل خاض ثورات متلاحقة، كان أولها ثورة البراق عام 1929، ثم تلتها الثورة الكبرى عام 1936م، وثورة الفدائيين الفلسطينيين 1949ـ 1956 ، والانتفاضة الأولى ثورة الحجارة 1987ـ 1993، والثانية 2000ـ 2005م مستلهمًا العبر من كفاح ونضال الشعب الجزائري الذي كافح المستعمر الفرنسي طيلة 132 عامًا من الاحتلال الذي سيتبدد ويهزم أمام التضحيات والبطولات التي يسطِّرها أبطال محور المقاومة في فلسطين ولبنان واليمن والعراق. 

زر الذهاب إلى الأعلى