اليوم .. الفاتح من نوفمبر
بقلم- محمد العماري
اليوم الفاتح من نوفمبر يوم اندلاع الثورة الجزائرية 1954، قد يكون يوم آخر اشتعلت فيه شرارة الثورة، بينما اتخذ هذا اليوم عنواناً للثورة، وبغض النظر عن جملة الاسباب التي قامت الثورة من اجلها، لكن الاهم هو تحرير الجزائر من الاستعمار الفرنسي، فهل ذلك يعني تحرير الجزائريين؟، ولعل قائل لماذا لايكون العنوان جهاد الجزائريين ضد المستعمر الفرنسي، مثلما هو جهاد الليبيين ضد المستعمر الايطالي؟، اظن انه لا غرو في ذلك بل هو اقرب للواقع، لان الحرب كانت في اتجاه واحد وهو التحرر من الاجنبي فقط، بيْدَ انَّ الثورة تحرير المواطن من كل اشكال العسف والاستغلال.
دفع الجزائريون قوافل من البشر تجاوزت المليون نسمة، وكميات هائلة من المقدرات الاقتصادية والاستعمارية والسلاح ثمنا لتحرير الوطن والانسان من الاحتلال، ومعلوم ان الاحتلال الفرنسي للجزائر بدأ منذ 1830م، جربت كل انواع الاسلحة التقليدية والحديثة في ذلك الوقت، ربما كانت اطول حرب تحريرية، جربت فرنسا(عاصمة الحضارة الانسانية؟!) سلاحها النووي في صحراء الجزائر، التي استغلها الطالب معمر القذافي وهو يعد للثورة في ليبيا، لا يزال الجزائريون يعانون جراء التفجير النووي، وايضا سكان المنطقة الغربية في ليبيا تحمل لهم أثار تلك القنبلة النووية مع الرياح الغربية، ثبت صحة هذا في بحث اكاديمي.
تقمصت الثورة الجزائرية العظيمة في جزب جبهة التحرير، التي اضاعت طموحات تلك الثورة، وارجعت هيمنة فرنسا على الجزائر بشكل او بآخر، الشباب الجزائري في هجرة دائمة الى اوروبا، وبعض البلدان العربية بحثاً عن لقمة العيش، الفساد في الجزائر فاق كل التوقعات في ظل حكم حزب جبهة التحرير، هذه الجبهة اوصلت الجزائر الى مستوى غير مرضى عنه من الجزائريين.
لم يتوقع الشعب الليبي يوما ما ان الجزائر تخذله، وتتخلى عنه وهو يواجه عدوان حلف الناتو والرجعية العربية، بالأمس استضافت طرابلس قيادات ثورة نوفمبر ورمزها (بن بله) في ستينيات القرن العشرين، وبالأمس خلعت النسوة اقراطهن واساورهن تبرعاً لأخوتنا الجزائريين وهم يقاتلون المحتل الفرنسي، يجمع شبابنا وشيبنا الزكاة والصدقات وجلود الاضاحي لأجل الجزائر، ذلك واجب وطني ولا منة منا، يهربون الاسلحة على الابل والحمير عبر الصحراء الى مجاهدي الجزائر، ذلك واجب قومي واسلامي، ولكن ليس هكذا الجيرة العروبية والاسلامية بين البلدان العربية.
سيكون مقالي هذا مدخلا لمقالات اخرى حول الثورة بوجه عام، لنعرف هل كل تمرد او انتفاضة او حراك جمعي هو ثورة ام غير ذلك؟ ، وهل من الضروري يحصل العنف والاقتتال حتى تنجح الثورة؟ ماذا تعني الثورة حقيقة؟. وهل كل الناس تحب الثورة؟ .