من يعْمِ الله ضوءه يُعِد صاحبه عدوه!
بقلم/ محمد جبريل العرفي
بعيدًا عن مرتزقة الإعلام والتكفيريين الظلاميين، والعملاء والنهابين، فنحن كعرب مسلمين أعداؤنا هم الذين يسعون إلى ردنا عن ديننا باختراع أديان جديدة، كالإبراهيمية أو التكفيرية الظلامية، وأعداؤنا هم الذين يحتلون أرضنا، ويبيدوننا، وينهبون خيراتنا، لنعد قائمة لكل من (يُطلق) عليه عدوًا، كالصهاينة وداعميهم من الغرب، والتمصهينين العرب، وإيران، وتركيا، وروسيا، والإخوان والتكفيريين الظلاميين، والاستعمار المحلي من عملاء ونهابين.
لنعتبر (جدلًا) جميع هؤلاء أعداء، ولنمررهم على مقياس الجرائم الأربع التي ذكرناها، لنرتبهم وفق خطورتهم علينا.
الصهيونية؛ من اليهود وداعميها (الإنجيلية المتصهينة)، يستهدفون ردنا عن ديننا، ويعملون لطردنا من أرضنا تنفيذًا لخرافات تلمودية، ومنذ 1936 وهم يسفكون دماءنا، وينهبون ثرواتنا، وبقياس هذه الجرائم الأربع على إيران، فإيران لم تسع إلى ردتنا عن الإسلام، بل انصهرت في العروبة فنشأت حضارة عربية إسلامية، بعكس تركيا التي سعت إلى تتريكنا وأدخلتنا في حقب الظلام، إيران لم تنهب ثرواتنا، ولم تحتل أراضينا، باستثناء جزر الإمارات التي احتلها الشاه قبل يومين من إعلان دولة الإمارات عام 1972، الشاه استمر حليفًا لبعض الأنظمة العربية إلى أن قامت الثورة الإيرانية التي سلمت سفارة الصهاينة لفلسطين، وناصبت أمريكا العداء من أجل فلسطين، فكان رد جميلها أن شنُّوا عليها حربًا بتحريض من الغرب، دامت 8 سنوات، دمرت مقدرات الإيرانيين والعرب، اعتبرها الشهيد الصائم منذ بدايتها حربًا ثورية، وبعد غزو 2003 اعترف الشهيد القديس صدام حسين بأنها كانت غلطة، إيران لم تطردنا من أرضنا ولم تقتلنا، فالجرائم الأربع لا يمكن إلصاق أي منها بإيران.
روسيا لم تمس عقيدتنا، ولم تقترف أي جريمة في حقِّنا، إذن تصنيف روسيا كعدو مجرد عمالة لعدوها، مثلما تم تجنيد السذج بالأموال والفتاوى للحرب ضدها، فانهمرت الفتاوى للجهاد في أفغانستان والشيشان والعراق والجزائر والصومال وليبيا ومصر وسوريا، واختفت اليوم عن فلسطين ولبنان، والنظام التركي يزود الكيان بالغذاء ويمرر شريان النفط الوحيد من أذربيجان، وعضو بحلف الأطلسي الشريك في الحرب علينا، ويحتل أجزاء من سوريا وليبيا، ولكن ليس في خطورة الكيان.
لنتفق (جدلًا) كل هؤلاء أعداء خارجيون، لكن لا يختلف اثنان عاقلان أن الصهيونية وداعميها هم أشد خطرًا من سواها، و(العدو) الإيراني أقل خطورة، فلنساعده على قتاله لعدونا ولو بالصمت، لننقص قائمة أعدائنا بالأشد خطورة على وجودنا، والروس يحاربون أمريكا شريكة الصهاينة في قتلنا، فلماذا نطعنهم ونتحالف مع عدوهم؟
النظام التركي الحالي براغماتي يغير مواقفه حسب مصالحه، فلنوظف ادعاءه في دعمه لفلسطين، ولنسعَ إلى تحييده بمكاسب تجارية وسياسية، فهو وإن كان عدوًا فهو أقل ضررًا من الصهاينة والمتصهينين والإخوان، فيكفي تجفيف منابع تمويلهم وتجريدهم من السلاح، ولنترك الفيصل معهم صناديق الانتخابات، أما الاستعمار المحلي من عملاء ونهابين، فليفعل القانون مدعومًا بالعين الحمراء والعصا الغليظة.
المتصهينون العرب الذين وصل انحطاطهم إلى الشماتة والفرح مع الصهاينة في استشهاد (مسلمين) قتلهم (كفرة) فليجدد هؤلاء عقيدتهم لأن الله يقول: “وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُم فَإِنَّهُ مِنْهُم إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي القَومَ الظَّٰلِمِينَ”.
مواجهة التنظيمات التكفيرية الظلامية تتطلب ثورة ثقافية، تكشط النمشات عن وجه الإسلام الساطع النقي.
فهم ينشرون الفتنة بتكفيرهم للشيعة ووصفهم (بالمجوس) لكون الفرس قبل الإسلام مجوسًا يعبدون النار، ألم يكن أجدادنا جاهليين يعبدون الأصنام؟ فمن حق من يوصف بالمجوسي أن يرد علينا بالجاهلي “بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ”، شمتوا باستشهاد نصر الله بدعوى أنه شيعي، وشمتوا أيضًا باستشهاد السنوار السني الأزهري، هذه مواقف سياسية وليست دينية، الشيعة مسلمون موحدون، العمامة السوداء شعار انتماء إلى الهاشميين القريشيين العرب، فإيران محكومة من العرب، وفلسطين قلصت المذاهب، فأما مذهب المقاومة وتحرير المقدسات، أو مع المشروع الصهيوني والتطبيع، وليدرك المتصهينون العرب أن من لا يحمِه شعبه فلن يحميه عدوه، فالكيان إلى زوال لأنه يواجه لأول مرة الحرب على سبع جبهات عربية، ويقع في أتون الحرب بين قطبي الشرق والغرب.
الأنظمة (الأوليغارشية) العربية إن استمرت في التطبيع مع عدو الأمة، ولم تساند المقاومة، فسيحق عليها قول الله في سورة محمد “وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم”، وفي تاريخنا شواهد على ذلك، سواء قبل الإسلام حيث وسع الملك الفارسي قمبيز أملاكه ووصل إلى إفريقيا لدرجة حصار المرج عام 635 ق.م لستة أشهر، ولولا الخيانة ما اكتشفوا النفق ليقتحموها. الفاطميون الإسماعيليون الشيعة حكموا المنطقة من تونس إلى فلسطين والشام والحرمين، ودامت دولتهم 263 سنة، إلى أن هرمت ونخرتها الدروشة والخرافات، فعادت المنطقة إلى الحكم العباسي السني، الفاطمية الثانية قد تصبح إحدى دورات التاريخ، وخاصة أنهم كانوا متسامحين، ولهم إرث في مجالات العلوم والثقافة والعمارة كالأزهر الشريف.
الخلاصة: لنفرز أعداءنا عن حلفائنا عن شركائنا عن المحايدين، ولنتعامل مع الأربعة على أساس مصالحنا الدائمة، فلا صداقات أو عداوات دائمة، ولنجتث الاستعمار المحلي من عملاء ونهابين.