مقالات الرأي

سياسة الأرض المحروقة

بقلم/ عبد الله ميلاد المقري

العدو الصهيوني المجرم يخوض حرب إبادة شرسة وعدوانا على الأمة العربية بعدما انتهج سياسة الأرض المحروقة في قطاع غزة، يرفض الانسحاب من مناطق هي في الأساس تقدم المساعدات الشحيحة للمتضررين من هذا العدوان، وفي نفس الوقت يوسع هجماته في الضفة الغربية، ويدمر الآن بيروت بالقنابل أمريكية الصنع زنة 73 طنًا التي تخترق الأعماق وشديدة الانفجار محشوة بمتفجرات محرمة دوليًّا، وتخترق أساسات العمارات والمباني ذات الارتفاعات الشاهقة التيتحتاج عمقًا لتتحمل الأثقال في جغرافية تضاريس المدينة بمثل كل أرض لبنان، فالذين يشاهدون آثار هذا القصف في الضاحية الجنوبية، وحتى البقاع وطرابلس يدركون أن العدو يشعر بالخوف والجبن من قوة المقاومة، ولم يثق حتى في الدعم الأمريكي والغربي المقدم له عبر سنوات من شن حروبه على الوطن العربي، وثبت الآن أن القواعد الأمريكية في الخليج العربي تقدم الدعم الاستراتيجي في إبطال صواريخ المقاومة العربية المنطلقة من العراق واليمن، وتتطوع الأنظمة العربية في المنطقة بأمر جيوشها بإعلام مسارات الصواريخ والطيران المسير للعدو الصهيوني، بل إن المعلومات تقول إن خبراء الجيش الصهيوني والموساد انتقلواإلى دول الخليج بمعدات للتشويش على مسارات صواريخ المقاومة العربية ومسار الصواريخ البالستية الإيرانية، إلا أن أبطال المقاومة يتصدون وبعزيمة لم يشهدها الصراع العربي الصهيوني قوة وبأسا شديدين.

للأسف شعبنا الليبي وشبابه الذي كان يضرب به المثل في دعم المقاومة العربية في فلسطين ولبنان منذ نكبة 1948 والعدوان الثلاثي على مصر 1956 وحرب 1967 و1973شارك على المستوى الرسمي والشعبي، وتشهد أرض فلسطين وأرض لبنان انطلاقًا من البقاع وبيروت وصيدا إقدام المتطوعين الليبيينورجال القوات الخاصة والدعم المالي والتعبوي لجميع أطراف المقاومة اللبنانية والتنظيمات على مجمل تواجدهم في الساحة اللبنانية، وكذلك التنظيمات الفلسطينية المتواجدة في سوريا ولبنان وكل الساحات العربية في ليبيا واليمن وتونس والعراق وعدد من التنظيمات العربية والأحزاب القومية الوحدوية المؤمنة بالقضية العربية الفلسطينية وتناضل في مواجهة الغطرسة الصهيونية التي وجدت استعماريًّا في قلب الجغرافية العربية لمنع أي توحد عربي من حيث المساحة التي تغطي التواجد الممتد من طنجة إلى البحرين في منطقة تتواجد بها منابع الحضارات والديانات السماوية التي شهدت مبعث الأنبياء والرسل فيصبح التاريخ والجغرافية والوجدان والقومية مع المركز الأهم في وحدة الأرض والجنس والأهداف، وبالتالي على هذا المكمل السكاني العروبي مواجهة العدوان الصهيوني الذي يتمادى يوميًّا في تحويل لبنان وغزة إلى أرض مدمرة مع منهجية القتل اليومي البشع، وتسجل الحالات مقتل الأسر والأطفال بأعداد مأهولة، في نفس الوقت تقوم الإدارة الأمريكية بتقديم الدعم التعبوي والاستراتيجي لمنظومة الجيش الصهيوني الذي يتمادىفي العدوان على الأمة العربية.

زر الذهاب إلى الأعلى