يوم الشهيد
بقلم/ ناصر سعيد
إن هذه الذكرى المجيدة ترتبط في أذهان الليبيين كافة بتضحيات جسيمة بذلها أبناء مخلصون للوطن، وهي علاوة على كونها يومًا عظيمًا وذكرى خالدة للترحم على شهدائنا واستحضار بطولات أبنائنا، فإننا نراها مناسبة متجددة نعتبر منها، ونقف على عناوينها نستشف منها معاني الفِداء والنضال، والجرأة والشجاعة والإقدام، ونستلهم منها قيم الإيثار ونُكران الذات، ووفاء وولاء وانتماء لا رياء ولا متاجرة ولا نفاقًا.. فأبناء ليبيا البررة الذين قضوا ذودًا عن حرمة الأرض والعِرض سيظلُّون شموعًا مضيئة تنير درب أجيال الحاضر والمستقبل.
إن ذكرى يوم الشهداء، يوم استشهاد القائد معمر القذافي ورفاقه الأحرار، تأتي لتشدَّ من عزائم أبناء ليبيا وتشحذ هِمَمهم وتعزز إيمانهم بأن تضحيات القائد الشهيد وسائر من قضوا في سبيل الوطن لن تذهب سُدىً، وقد كشفت الوقائع اليوم في ليبيا ما كان خفيًّا، وأثبتت الأحداث أن صمود القائد وإصراره على التصدي لما دُبِّر للوطن بِليل، لم يكن من فراغ، إنما كان وليد اقتناع بأبعاد المعركة، وبحجم المؤامرة التي أطاحت بوطننا، وأحالته إلى بقايا وحطام.
تحلُّ ذكرى يوم الشهداء وقد استفاق الليبيون من هول الصدمة وعِظم المُصاب، وأدركوا أن بلدهم قد تم تسليمه إلى الزنادقة والعملاء، وانتبهوا إلى نهب المقدرات، وارتهان القرار، واستباحة الوطن والتفريط في مياههم الإقليمية، وترابهم الوطني للأجانب، ويرقبون انتهاك سيادة الدولة التي يقتحم الأجانب مدنها وأحياء عاصمتها، كما يتابع الليبيون بكل مشاعر الضيم والحسرة استبداد سلطات الوصاية المرتهنة للأجنبي والميليشيات والعصابات بأمرهم، وتحكُّمها في ثروتهم.
هذا ما حلَّ بليبيا أيها الليبيون.. وهذا هو المخطط الذي كان الشهيد القائد معمر القذافي ورفاقه وأبناؤه يحاولون منع حدوثه، ويتصدُّون له، وبذلوا أرواحهم الطاهرة ودماءهم الزكية في سبيل إنقاذ ليبيا منه.
نستذكر تضحيات أبناء وطننا، لنؤكد أن واجب كل ليبي شريف اليوم هو إلغاء آثار الغزو الصليبي، ونزع أنياب ومخالب الإرهابيين والميليشيات، والعملاء، والمحتلِّين، من جسد الوطن.. ولا يسقط هذا الواجب عن أي ليبي حرٍّ مؤمن بسيادة ليبيا وكرامة شعبها.
كما نغتنم فرصة حلول هذه الذكرى المجيدة لندعو كافة القوى الوطنية الى السير نحو الهدف الرئيسي وهو “استعادة الأرض وسيادة الوطن وتحرير الإرادة الوطنية لشعبنا” بالوقوف صفًّا واحدًا في الاستمرار لدعم جهود القوات المسلحة العربية الليبية لحفظ الأمن والاستقرار وحماية الوطن والحفاظ على وحدته.
سيظل معمر القذافي رمزًا وطنيًّا وقوميًّا وإفريقيًّا وعالميًّا بمواقفه ومبادئه وقيمه وإنجازاته لصالح الوطن والأمة وإفريقيا والبشرية.
(إن أبطال التاريخ هم أفراد يضحون من أجل قضايا).
رحم الله شهداءنا، وفرَّج عن أسرانا.