جرائم الدولة الصهيونية
بقلم/ عبد الله ميلاد المقري
الدول العربية الفاشلة، لم تستفد من دروس الحروب مع العدو الصهيوني، ولم تعِ حجم المؤامرات على شعوبها وعلى أنظمتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، برغم انحيازها لأمريكا والغرب الأوروبي الذي تمثله بريطانيا، وهي لا تزال تحمل الروح الاستعمارية في تأجيج الصراع الإقليمي في الوطن العربي والشرق الأوسط عمومًا، وما يحدث الآن من عدوان صهيوني يتسع مداه كل المشرق العربي وإيران بعد التدمير الهائل لقطاع غزة وسقوط عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والتهجير والتجويع للسكان، ما يتماشى مع خطابات مجرم الحرب نتنياهو الذي يعلن في خطاباته أن دولة الكيان الصهيوني ستقوم بمزيد من العدوان على العراق واليمن وإيران، وهي تهاجم يوميًّا لبنان وتقتل قيادات المقاومة اللبنانية والفلسطينية وتقصف يوميًّا بالطيران الحربي والطيران المسير مواقع في سوريا من عشرات السنين، وتعلن أنها قادرة على تصفية قادة شعوب المنطقة وتدمير جيوشها بدعم من القوات الأمريكية في المنطقة، وهي فعلًا سياسة الدولة الصهيونية وفق مشروعها التاريخي بأن تكون الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تهيمن على الإقليم الممتد حتى طهران.
وفي ظل تحييد ليبيا من مواجهة سياسات الدولة الصهيونية بفعل مؤامرة الربيع العربي في 2011 وسقوط الدولة ونظامها السياسي، فقد ثبت أن شخوص حكومات فبراير تتواصل مع هذا الكيان بتشجيع من بعض دول الخليج لأجل التطبيع مع هذا الكيان، بالإضافة إلى أمريكا هي الأخرى التي يهمها أن تكون الدولة الصهيونية مرتبطة بعلاقات دبلوماسية واقتصادية والتخلص من الانتماء للأمة العربية التي تتعرض للعدوان عليها وعلى شعوبها ووحدتها في أن تكون دولة قادرة على تحرير فلسطين ونهاية حقبة الوجود الاستيطاني الصهيوني في فلسطين.
للأسف الشعب العربي الليبي المتمسك بعروبته والمفتخر بدعمه للقضية الفلسطينية والمنظم لمقاومة وجود الدولة الصهيونية في فلسطين فقد اختلط الدم الليبي بالدم الفلسطيني على الأرض الفلسطينية في أربعينيات القرن الماضي وشاركت مفارز القوات المسلحة العربية الليبية في صد العدوان الصهيوني على مصر وسوريا ولبنان، كما دعم الشعب الليبي القضية الفلسطينية بالمقاتلين والمتطوعين بالأسلحة والأموال، واستجابت القيادة الليبية للضمير القومي بالوقوف مع المقاومة الفلسطينية واللبنانية في صد العدوان الصهيوني المتكرر على لبنان واحتلال بيروت في سبعينيات القرن الماضي، بالإضافة إلى الدعم السياسي والمالي لكل تنظيمات المقاومة الفلسطينية والعربية، كما قامت ثورة الفاتح من سبتمبر بمواجهة التواجد الصهيوني في إفريقيا، حيث قطعت أغلب الدول الإفريقية علاقاتها مع الكيان الصهيوني، ومن هنا يرفض الشعب الليبي أي علاقة في السر والعلن مع أي مكون سياسي ليبي يذهب في اتجاه التواصل مع الكيان الصهيوني تحت أي ضغط خارجي أو عمالة من الداخل ويصبح ذلك ضمن مفهوم الخيانة الكبرى والعمالة للخارج ولا سيما لدولة الإجرام الصهيوني.