نساء من نوع آخر!!
بقلم/ عفاف الفرجاني
لقد أصابنا الخذلان من متابعة نشاطات المرأة العربية بشكل عام، والليبية بشكل خاص لسطحية ما يقدمن من محتوى على السوشيل ميديا والإعلام بشكل عام.
فالمجتمع النسوي العربي يعيش ردة فكرية ليست زمانية، بل عقلية، لتعود إلى المربع الأول الذي يسوق لأنوثتها كسلعة سواء بتعريتها أم تبطينها كغراب، كلها من أنواع العبودية التي يمارسها المجتمع الأبوي على نسائه، فالذي يحدث اليوم تطرف ممنهج لحياة المرأة من خلال دعشنتها أو إباحيتها، ما يحدث في الوقت الراهن ليس مجرد تغيير سطحي كما يروج له أنصار الطرح المثالي، بل هو خطوات تستبق “ثورةً جنسية” والتي يحاول فيها ماسونية العالم تغيير مفاهيم الطبيعة لتشتعل نارها تحت مسمى التابوهات.
وسط هذا الكم من التلوث البصري والفكري والأخلاقي، هناك نور يسطع علينا بصيصه ولو كان بشكل خجول، إلا انه يدحض مقولة “السيئة تعم”، ليست كل نساء ليبيا يختزلن في رقصات التيك توك ولا عارضات الإنستغرام ولا نجوم السناب شات، هذا ما تسوق له الدول الممولة لهذا المنهج التخريبي التي تتبنى هذا السلوك لضرب القيم الاجتماعية، فالسوشيال ميديا ليست بالساحة البريئة التي من خلالها نتبادل الفكر، بل هي ساحة قتال، البقاء فيها للمال الملوث والفكر المتطرف، علينا نحن المتفرجين الذين نظن أن الأمور ستتحسن بالصمت سنجد أنفسنا أمام مشكلة اجتماعية عظيمة، أبطالها نفايات تم تدويرها وإعادتها لنا.
اليوم لدينا سلاح نحارب به هذه الظواهر، وهو سلاح الوجوه المشرفة من نساء ليبيا، اللاتي يتعرضن لموجة عارمة من التهميش والإقصاء.
ما دعاني إلى الكتابة في الصدد، ما رأيته أثناء تصفحي أحد المواقع الإلكترونية، لفريق طبي يضم طبيبات شابات، يقدمن مهام إنسانية من عمل جبار في دولة متآكلة الأركان، هذه الكوادر الطبية أعادت الأمل لبعض فاقدي البصر من خلال إرجاع زراعة القرنية إلى الواجهة لتعالج مئات الحالات التي توقف العمل عنها منذ أكثر من عقد من الزمن.
لا أخفيكم فقد استفز هذا العمل الطبي وطنيتي التي كنت أمارس فيها الأنانية على نفسي وعلى الآخرين بأنني أتفوق على البعض في إيماني بمشروعي الوطني، فقد أبهرني زيارة هذا الطاقم الطبي كل ربوع مدننا الحبيبة، حيث الناس الطيبة التي تنتظر فرجًا من الله وليس من حكومة، حتى أنها في فترة تواجدها البسيط في مدينة سبها قام الفريق بإجراء 23 عملية مجانيّة في وقت قياسي، ولا تزال قافلتهن الخيرية تجوب الوطن، هذا يأخذني إلى بداية ما تحدثت عنه أن ساحة المعركة إعلاميًّا وإلكترونيًّا ملغمة تزويرًا وتدليسًا وخداعًا، والمعركة لا تحتاج إلى صمت حتى يظن الفاشل المرتزق أنه انتصر، بل علينا الإيمان الحقيقي بأن المستنقع لا يمثل سيدات ليبيا العظيمات.. نساء ليبيا ينتزعن المجد والكرامة والخلود.