إسرائيل والانهيار المحتوم!
بقلم/ سالم أبو خزام
لا يعرف العالم دولة تقوم على المبادئ الظالمة وتسخِّر لها كل أدوات الشر المناهضة لعدالة السماء مثل دولة إسرائيل الصهيونية المتطرفة، ونحن إذ نعدد التالي:
أولًا: إسرائيل تشن حربًا واسعة وشاملة على قطاع غزة مستهدفة إبادة الشعب الفلسطيني، وهو ما يمثل عملًا من أعمال الإبادة الجماعية، دونما مراعاة أبدًا للشيوخ والأطفال والنساء، بل استهدفت هذه الحرب الإجهاز التام والكامل على مختلف المباني السكنية الخاصة وكل مباني المؤسسات المدنية في غزة، ولم يسلم من هذا الصلف حتى مباني المستشفيات والمدارس والمؤسسات الإنسانية ومنها الهلال الأحمر، إبادة جماعية بلا رحمة أو شفقة ودونما مراعاة لأية جوانب إنسانية نهائيًّا، وتردد إسرائيل بأنها (تدافع عن النفس!).
إسرائيل كانت تستهدف بشكل مباشر دفع الفلسطينيين العرب إلى الخروج من غزة نحو اتجاهات أخرى، وليبقى واضحًا المخطط الإسرائيلي نحو: تصفية قطاع غزة نهائيًّا من السكان، على غرار ما حدث سنة 1948 كتكرار لنفس السيناريو، باستغلال حماس كذريعة جديدة الآن، وسيناء هي الوطن البديل للفلسطينيين لاحقًا، بالضغط على مصر ودفعها للقبول بمختلف البدائل، وفي الأثناء تقدم الولايات المتحدة الأمريكية الدعم المالي الكامل لنجاح هذه الفكرة، والتي تقدر بمليارات الدولارات، لصالح مصر إذا وافقت، غير أن مصر تدرك هذا (الشراك) وتأبى الاندفاع نحوه في زمن ضعف وهوان كل العرب وعلى مختلف الجبهات.
ثانيًا: تتوجه إسرائيل مرة أخرى إلى تصفية القضية الفلسطينية في جنوب لبنان بدواعي تأمين سكان شمال إسرائيل المزعومة، وبالتالي تسقط عشرات الأطنان من القنابل لمحو هذا الجنوب وتجريفه نهائيا، مع إبادة وقتل السكان الأبرياء، ولا تبالي بالشيوخ والأطفال والنساء كعادتها أيضًا، لتمارس أبشع أنواع الإبادة أمام أنظار الجميع! وبالتالي فإن “بنيامين نتنياهو” يضيف إلى سجلاته ألقابًا جديدة في جرائم الحرب وانتهاك كافة قواعد القانون الدولي الإنساني!
ثالثًا: ردًّا على اعتداءات إسرائيل تأتي الصواريخ الإيرانية، في ظل الدفاع عن النفس بشكل مبكر، وأيضًا الانتباه الإيراني للمحافظة على قواه النووية الصاعدة، وردًّا على عملية الاغتيالات الإسرائيلية بالأراضي الإيرانية، بعبارة أخرى إذ تواجه إسرائيل في غزة ولبنان وكذلك إيران، فإن إسرائيل تنسف تمامًا مخططات أي سلام مزعوم مع الوطن العربي، وهي تتقدم لمواجهة عربية وإسلامية على نطاق واسع، بعد أن تخلصت من دول عربية بمسميات مخادعة للربيع العربي المفضوح، الذي أزاح عدة دول منها: سوريا، العراق، ليبيا، واليمن.
رابعًا: إن دولة إسرائيل تبين وبغطرسة متفردة عدم رغبتها في سلام حقيقي مع العرب فتواجه على مختلف الجبهات، وكذلك ترفض الإعلان عن حدودها حتى تتحقق إسرائيل الكبرى!
إن الأبراج العالية ومظاهر الترف بالخليج كله تبين اليوم بجلاء واضح، الاتفاق مع محميات الخليج العربي الأمريكي والإسرائيلي للإجهاز على أمتنا العربية، وتسخير مكتسباتهم لقمع هذه الأمة! وهذا هو (قطار الموت) أمامكم، يزحف عليكم واحدًا تلو الآخر، ومن غير المجدي إن استسلمتم أم لا! فهو لن ينتظركم، بل لابد من دهس الجميع وتفكيك أية أنياب باقية، من أجل الاستمرار في هذا الخنوع!
المحصلة الختامية: لن تنفع حتى الأسلحة النووية في اقتلاع الإنسان من أرضه، ووجود إسرائيل في محيطها العربي والإسلامي هو الخطر الطبيعي الذي يهدد وينهي إسرائيل، ومن المهم إدراك الخوف الدائم لدى الإسرائيليين حيث أصبحت تعود الهجرة العكسية من إسرائيل إلى خارجها وبأعداد كبيرة ومتزايدة ويهرب رأس المال الاقتصادي مفزوعًا خارج الدولة، وكل ضمانات الدعم الأمريكي غير قادرة على إحلال الأمن الطبيعي! وهي دولة محكوم عليها بالنهاية والانهيار للأسباب التالية:
– لا بد أن يتوقف يومًا ما الدعم والمؤازرة الأمريكية غير المحدودة للاحتلال الإسرائيلي.
– من غير الممكن أن يستمر هذا الغياب العربي والخذلان المستمر، فلا بد أن تظهر ذات يوم قيادات عربية تحمل على عاتقها مهمة إعادة إحياء مشروع العرب القومي في التحرر من كافة أشكال الاستعمار والاحتلال والاضطهاد الأجنبي.
– عدم وجود أي مشروع إسرائيلي حقيقي يقوم على غير الحرب والقتل وسفك الدماء.
وبالتالي فإن هذا الحال لن يستمر أبدًا، وليس هناك من خيار سوى قيام دولة ديموقراطية واحدة بشعب بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وبغير ذلك فإن إسرائيل ليست إلا نبتة شيطانية تحمل بذور فنائها بأنيابها الخبيثة.