ملفات وتقارير

الذكرى الأولى لملحمة طوفان الأقصى.. أطول حرب في تاريخ الصراع العربي الفلسطيني الإسرائيلي وفي التاريخ بشكل عام

يحيي الشعب الفلسطيني ومعه الأحرار من أبناء الأمة العربية، اليوم السابع من أكتوبر، الذكرى الأولى لملحمة طوفان الأقصى، في ظل استمرار المأساة وتواصل المجازر في الضفة والقطاع، بدعم وتواطؤ أمريكي بارتكاب حرب إبادة جماعية، لم تعد خافية من حيث حجمها ونتائجها ودوافعها، والدور الأمريكي حاضر دومًا كالعادة في منع اتخاذ قرار وقف إطلاق النار من خلال استخدام متكرر لحق النقض الفيتو في مجلس الأمن.
لقد كان يومًا مشهودًا لا ينسى، له أهمية كبيرة، فقد تبدلت معادلات الصراع والحرب، بما ينبئ بمستقبل القضية الفلسطينية وحتمية انتصار الشعب الفلسطيني، حيث كان صباح الطوفان لحظة انعطاف تاريخية لمرحلة جديدة في تاريخ الكفاح الوطني الفلسطيني.


عام على حرب غزة.. أبرز أكاذيب الاحتلال بشأن 7 أكتوبر لتبرير جرائمه
في السابع من أكتوبر 2023، أطلقت كتائب “القسَّام” الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” عملية “طوفان الأقصى” على مواقع عسكرية وكيبوتسات ومستوطنات عدة في غلاف غزة.
وفي محاولة لتبرير جرائمها في قطاع غزة، اختلقت سلطات الاحتلال عددًا من المزاعم الكاذبة، وتحديدًا عن اقتحام عناصر المقاومة مستوطنات كفار عزة، وبئيري، ورعيم، وقتل أطفال واغتصاب نساء، ومنها أكذوبة قطع رؤوس أطفال في مستوطنة كفار عزة مقابل حي الشجاعية على بعد 3 كيلومترات، وهي على مقربة من موقع ناحل عوز العسكري.
مع استعادة السيطرة على المستوطنة، استدعى جيش الاحتلال عددًا من الصحافيين إليها، لتُطلق مراسلة قناة “i24” الإسرائيلية نيكول زيديك الكذبة الأولى عن قطع رؤوس الأطفال.
عام من العدوان.. جيش الاحتلال أباد أكثر من 900 عائلة فلسطينية في غزة
أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي أباد أكثر من 900 عائلة فلسطينية في القطاع منذ 7 أكتوبر 2023، وقال المكتب في بيان: “في إطار استمرار جريمة الإبادة الجماعية التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي برعاية أمريكية كاملة، قام جيش الاحتلال بإبادة 902 عائلة فلسطينية ومسحها من السجل المدني بقتل كامل أفرادها خلال سنة من الإبادة الجماعية في قطاع غزة”.
وذكر أن “جيش الاحتلال أباد 1364 أسرة فلسطينية بقتل جميع أفرادها، ولم يتبقَ منها سوى فرد واحد في العائلة الواحدة، ومسح كذلك 3472 أسرة فلسطينية بقتل جميع أفرادها ولم يتبقَ منها سوى فردين اثنين”.
أسلحة محرمة دوليًّا
وأكد المكتب أن “هذه المجازر تحدث بمشاركة مجموعة من الدول الأوروبية والغربية، التي تمد الاحتلال بالسلاح القاتل والمحرم دوليًّا، مثل المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا وغيرها من الدول”.
كما أدان المكتب الإعلامي بأشد العبارات جريمة قتل الاحتلال الإسرائيلي للعائلات الفلسطينية بكامل أفرادها، مطالبًا المجتمع الدولي وكل المنظمات الدولية والأممية بالضغط على الإدارة الأمريكية والاحتلال المجرم لوقف حرب الإبادة الجماعية، ووقف شلال الدم المتدفق والمستمر منذ سنة كاملة”.


أعداد الشهداء والجرحى
بلغ عدد الشهداء في قطاع غزة حتى السادس من أكتوبر 2024، 41.825 شهيدًا، منهم 16.891 طفلًا، و11.485 من النساء، و2914 مسنًّا، وبلغ عدد الجرحى في القطاع 97.166 جريحًا، أما في الضفة الغربية فبلغ عدد الشهداء 742 شهيدًا، في حين تم تسجيل 10.000 مفقود منهم 4700 من الأطفال والنساء.
الهجوم على المستشفيات والمدارس وتدميرها بالكامل
وأفادت وزارة الصحة في قطاع غزة بأن 23 مستشفى من أصل 38 في القطاع خرجت عن الخدمة، فيما بلغ عدد شهداء القطاع الصحي 986 مع مرور عام على حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة.
وذكرت أن 130 مركبة إسعاف خرجت عن الخدمة نتيجة استهدافها وتضررها منذ بدء العدوان.
كما استهدفت الغارات العدوانية الإسرائيلية أكثر من 120 مدرسة أغلبها كانت مراكز لإيواء النازحين ودمرتها بالكامل.
إسرائيل دمّرت 79% من مساجد قطاع غزة
قالت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في غزة، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي دمر (814) مسجدًا تدميرًا كاملًا، واستهدف (19) مقبرة، وألحق خسائر فادحة بمقدراتها خلال سنة كاملة من حرب الإبادة على قطاع غزة.
وأشارت الوزارة في بيان لها السبت، إلى أن الاحتلال يواصل انتهاك جميع المحرمات الدينية، والقوانين الدولية والإنسانية بالاعتداء المستمر على قطاع غزة، واستهداف البشر والشجر والحجر، ضمن حرب إبادة جماعية واضحة المعالم، على مرأى ومسمع من العالم أجمع.


المناطق الآمنة.. أفخاخ قتلت آلاف النازحين في قطاع غزة
في بداية الحرب على قطاع غزة قبل عام، عمد الاحتلال إلى التركيز على شمال قطاع غزة وروَّج أنَّ وسط القطاع وجنوبه مناطق آمنة لن تُستهدف.
ومع توغُّل قوات الاحتلال الإسرائيلي من وادي غزة إلى جنوب المدينة، وفصلها الوسط عن الشمال، أُتيح للنازحين العبور نحو الوسط من خلال شارع صلاح الدين فقط، الذي يربط شمال القطاع بجنوبه.
وخلال عملية النزوح في هذا المسار، استهدفت قوات الاحتلال عددًا من المركبات التي كانت تُقل النازحين، وضاعف الاحتلال غاراته على وسط القطاع وجنوبه ما أدى إلى استشهاد وجرح العشرات ممن نزحوا وغيرهم.
في 17 أكتوبر من العام الماضي، بدأ قصف المناطق الآمنة بأبشع المجازر، وأبرزها في استهداف مستشفى المعمداني وسط مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 470 فلسطينيًّا وجرح المئات.
وفي الرابع من نوفمبر استهدف الاحتلال مدرسة الفاخورة في جباليا، ما أدى إلى استشهاد 200 فلسطيني. كما قصف حتى الآن نحو 180 مركز إيواء معظمها يعلوها علم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”.
في الرابع من ديسمبر، قلَّص الاحتلال مناطق كبيرة من المساحات الآمنة في خانيونس مع بدء العملية البرية في المحافظة لتنحصر في 10% من مساحة المدينة.
وخلال العملية، روَّج الاحتلال أنَّ رفح منطقة آمنة وكذلك وسط القطاع، وبذلك كدَّس مئات الآلاف ما بين رفح ومواصي خانيونس ووسط القطاع، إلا أن ذلك لم يدم طويلًا، ففي السادس من مايو الماضي، بدأ الاحتلال توغله في رفح التي تؤوي أكثر من 1.4 مليون نازح، زاعمًا أنَّ العملية محدودة، إلا أنَّها شملت معظم مناطق المحافظة، ليتكدَّس النازحون في مواصي رفح ومواصي خانيونس، ناهيك عمَّن استطاع الوصول إلى المحافظة الوسطى.
مظاهرات مناهضة للعدوان الصهيوني على قطاع غزة
شهدت عدة عواصم ومدن حول العالم مظاهرات واحتجاجات تنديدًا بالعدوان الصهيوني وتضامنًا مع الشعب الفلسطيني، أبرزها كانت في إستكهولم، كراتشي، جاكرتا، طهران، سدني، لندن، مدريد، روما، كاراكاس، بروكسل، نيويورك، شيكاغو ودالاس، برلين، أمستردام، صنعاء، عمان، تونس، الدار البيضاء، الجزائر وغيرها.
وأعرب المتظاهرون عن سخطهم وتنديدهم بجرائم الإبادة التي يرتكبها جيش الاحتلال الصهيوني بحق السكان المدنيين المحاصرين ومحاولات تجويعهم وتهجيرهم، والمعايير المزدوجة التي يتعامل بها العالم مع هذه القضية.
وعمت الاحتجاجات المتضامنة مع فلسطين الجامعات في مختلف الدول، حيث بدأت بعد فترة قصيرة من العدوان وازدادت حدتها في الجامعات الأمريكية والأوروبية خلال أبريل 2023، والتي تعرضت للقمع من قبل سلطات تلك الدول.
محرقة الخيام
في 26 مايو، استهدفت طائرات الاحتلال عشرات خيام النازحين في منطقة محاذية لمخازن “الأونروا” في مواصي رفح، ما خلَّف أكثر من 45 شهيدًا، وبعد يومين فقط، عاود الاحتلال استهداف خيام النازحين، ليستشهد أكثر من 20 نازحًا معظمهم من النساء.
وارتكب الاحتلال في وسط القطاع إحدى أعنف مجازره في مخيم النصيرات، حيث استهدفت قوة خاصة أثناء انسحابها من المخيم، 89 منزلًا سكنيًّا وشوارع بقصف جوي عنيف أسفر عن استشهاد 274 شخصًا، بينهم عائلات بأكملها.
الاحتلال يبدأ عملية عسكرية بجباليا ويحاول التوغل جنوب لبنان
في اليوم 366 من العدوان على غزة استشهد صحفي وأصيب عشرات آخرون في عملية عسكرية للاحتلال الإسرائيلي بمنطقة جباليا شمالي قطاع غزة قال إنها تهدف إلى القضاء على بنية تحتية مسلحة.

زر الذهاب إلى الأعلى