مقالات الرأي

صراع الحياة 

بقلم/ عبدالهادي شماطة

الصراع هو إحدى أدوات الحياة، فالبعض يريد أن يسيطر ويستحوذ على حرية الآخرين ويصنع منهم خدمًا وعبيدًا ويضع الأغلال في أعناقهم، والآخر يريد أن يدافع عن نفسه وعن حريته وربما يريد أن يمارس حياته كما يراها حرًّا طليقًا، وليس هناك ضوابط مشتركة تحكم الصراع أو متفق عليها بين كل الأطراف، فالبعض شعاره الغاية تبرر الوسيلة، لا يهمه أخلاق ولا قيم يمارس كل أنواع الرذيلة يقتل ويعذب كما يشاء، والطامة أنه يرفع شعارات الديمقراطية والحرية والعدالة، ولعل أخلاق الأمريكان والصليبيين عامة وعملائهم الذين ذبحوا من المسلمين عشرة ملايين في عشرين عامًا واضحة في دهاليز سجون “أبو غريب” وغوانتنامو” والسجون التابعة لهم عند المخابرات العربية، والبعض تحكمه ضوابط الحرب ولم يتخل عن الضوابط الشرعية، فلم يقتل أسيرًا أو يهمل رعايته ولم يهمل جريحًا ويؤجل علاجه وتلك هي المقاومة في فلسطين.

الصراع دائم بين الحق والباطل، وإسرائيل هي الباطل، وهي قاعدة عسكرية للصليبيين والصهاينة لمكايدة أمتنا ومنع استقرارها ولنهب ثرواتها، ولذلك فالصراع معها دائم ومستمر، وخنوعنا ورضانا واستسلامنا وعدم قتالنا لها لا يعني أنها ستتوقف عن قتالنا أو أنها سترضى بما استحوذت عليه وتتوقف، فخريطتها مفتوحة لابتلاع المزيد من أراضينا، وصراعنا معها واجب ديني وأمر سماوي لا مناص منه، وغير الجانب الديني فإن الشعوب لم تتحرر بالتمنيات بل بدفع الأثمان والدماء وآلاف القتلى وملايين المشردين، وبعضنا عايش نضال فيتنام وأفغانستان وكيف طردوا الأمريكان، وكيف طردت الجزائر الفرنسيين، وأيضا كيف طرد الفرنسيون الألمان، وكذلك كل شعوب الأرض دفعت، الحياة وقفة عز وكرامة، بعض الأبناء عزيز كريم والبعض الآخر ذليل خانع منافق تعز عليه نفسه وماله يعيش مثل البعير يأكل ويشرب ثم في النهاية يذبح.

لمن أراد أن يبني تصورًا عن جهاد أمتنا عليه أن يقرأ القرآن، عليه أن يتأمل سورة آل عمران والأنفال والتوبة، لم تكن غزوات رسول الله مغامرات، بل كانت وحيًا يوحى، فلم تكن غزوتا بدر وأحد وما سببته من حصار المدينة، وغزوة الأحزاب ومؤته مغامرات كما يدعي من يقف خارج دائرة الإيمان، بل كانت ضرورات يحتمها بناء الأمة ونشر دين الله، وما يحدث اليوم في أرض الشام وفي فلسطين خاصة إنما هو قدر الله لتصحو هذه الأمة من سباتها وتتخلص من قيد أعدائها من الخارج والداخل، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون، والله غالب على أمره ولو كره الكافرون، ستنتصر أمتنا يوما وتشفى الجراح ما دام في الأمة رجال يصدقون ما عاهدوا الله عليه.

زر الذهاب إلى الأعلى