مقالات الرأي

في الثقافة والفكر مع “الموقف الليبي”

بقلم/ المهدي أمبيرش

إن عنوان الصحيفة التي قد أكتب لها بعض المقالات الفكرية، كان قد شدني إلى تناول الجانب الفكري والديني والقيمي للبعد الذي يعطيه مصطلح الموقف، ذلك أن المصطلح في العربي يحيلنا إلى البعد الذي يقدمه من صلاحيته لتقديم مفاهيم متنوعة، ونقصد بالتنوع غير التعدد؛ لأن التنوع يفيد أنه ضد الوحدة بخلاف التعدد، وقد نأتي على ذلك في مقالة قادمة.

إن الموقف هنا اسم مكان، ويدل على أنه الظرف الذي يتقدم ليصير مكانا، وهذا لا يتأتى إلا إذا اتخذ الظرف أو التراب بعدًا قيميًّا وأخلاقيًّا من الموجود البشري الذي يتفوق على بشريته بالروح ليصير إنسانًا، كما تفوق البشري فيه على بداية خلقه من تراب، إننا نتحدث هنا عن مبحث في علم الإنسان من خلال البيان العربي، ومن خلال الأطوار التي مر بها هذا الخلق الصبر بشرًا سويًّا يقف في أحسن تقويم، ويكون الموقف من هذا البعد، ثم يكون الموقف إرادة واعية إنسانية بفصل الروح التي نفخها الله في الإنسان على أنه آخر طور في خلق الإنسان، الذي قال الحق بعدها (فتبارك الله أحسن الخالقين)، وهذه لم يقلها الله عن كل عظيم خلقه في الكون، الموقع إذن تقدم الإنسان من يوصف أنه موجود؛ لأن كل الذي حولنا موجودات حتى هذا الجهاز الذي أخط عليه الآن، على أن الكائن غير الوجود بداية، وهذا قد يتطلب منا قراءة نحوية أبعد من القواعد ولسانية أبعد من اللغة حول أبعاد الفعل كان، وتمظهراته الملونة خلال زمن يوم، من الصباح حتى المبيت والتي يقول القواعديون المناطقة: أنهت (كان وأخواتها) وهنا يتضح قصور منطق القواعد الذي يعترف أن لها إخوتها دون أن يذكر لنا من الوهن وأنهم؛ أو على الأقل يفكرون في بعد آخر من خلال ارتباط الكينونة بسؤال الوجود، وهو سؤال فلسفي وليس استفهامًا منطقيًا.

قلنا إن الله خلق الإنسان في أحسن تقويم أي ليس ذا عوج، وفي العربية أن غير ذي عوج أبعد مفهومًا من القول إنه أعوج، وربط الحق بين الإنسان واللسان العربي غير ذي عوج وأنه مبين وهذا لا يصدق إلا عن ذهن غير ذي عوج، وقد امتدح الله لأسلوب الاستفهام محيلا إيانا إلى الفرق بين الإنسان السوي ومن يمشي مكبا على  وجهه كذوات الأربع من الدواب والمخلوقات الأدنى “أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم” (سورة الملك 22)، سوف يتخذ الموقف والقيام بعدًا آخر أخلاقيًا وهو أن القيمة مصطلح لا يطلق إلا على الإنسان، المخلوف الذي يقوم ويقف، فإذا هبط البديل أدنى عندما تضعف الروح فتنتصر النفس وتسيطر الغرائز ويخضع الإنسان كالمخلوقات الحية بدءًا من النباتات، القانون ومنطق حياة أي حياة biology”” وقد يهبط إلى مستوى التراب والخضوع لقانون الفيزياء، وقد يرد أسفل سافلين

زر الذهاب إلى الأعلى