مقالات الرأي

كلنا أحزاب لله.. حتى النصر 

بقلم/عفاف الفرجاني

بعد عباس الموسوي ها هو قائد المقاومة اللبنانية حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله ينضم إلى قافلة الشهداء، بعد أن قاد مسيرتهم التحررية قرابة ثلاثين عامًا، تاركًا وراءه إرثًا نضاليًّا حافلًا بالانتصارات، أهمها وأعظهما تلك العمليَّات العسكرية التي دامت 15 سنة بين المقاومة اللبنانية التي يقودها حزب الله بقيادة البطل نصر الله، ضد ميليشيات (جيش لحد) المدعومة من جيش الدفاع الإسرائيلي، والتي أجبرت فيها المقاومة اللبنانية (حزب الله) في سنة 2000 على انسحاب العدو الإسرائيلي من الجنوب اللبناني، ليعلن استقلاله وإخراج المستوطنين الصهاينة من جنوب لبنان وهروب قوات “لحد” إلى إسرائيل، واستمرت المقاومة في بناء قدرة عسكرية فائقة جمعت بين قوة الجيش والمدنيين للمقاومة، حيث وضعت هيكلية منظمة أصبحت تشكل تهديدًا حقيقيًّا لإسرائيل، حتى إنها شلت قدرة الأخيرة على مواجهة المقاومة. 

اليوم، ورغم استشهاد الأمين العام لحزب الله، نجد حصاد ما زرعه من قوة وإصرار لدحر العدو الصهيوني، ونتائج تعبئته للقضية تظهر علينا من خلال انتصارات المقاومة في حربها ضد العدو، فقد تعدت المقاومة حدود لبنان، لتخرج علينا مقاومة من نوع آخر هي المقاومة اليمنية ضد إسرائيل، المعروفة بـ “الحوثيين”، تقصف المناطق الإسرائيلية انتقامًا لاغتيال زعيم النضال الإسلامي، وزحف العراقيين برًّا لنصرة إخوانهم في جنوب لبنان في الوقت الذي تهدف فيه إسرائيل لحرب السيطرة على دول الشرق الأوسط، التي تعدها دولًا خارج بيت الطاعة الأمريكية والإسرائيلية، ورغبتها في استحداث أنظمة سياسية خاضعة لهم من فلسطين إلى العراق إلى لبنان، حتى دحضت هذه الأماني اليوم وعلى أرض الواقع، وهذا في حد ذاته انتصار للمقاومة.

إن كل ما فعلته إسرائيل من تدمير للبنية اللوجستية للمقاومة اللبنانية أخطأت في حساباتها، فقد أعادت عنجهية الصهاينة المقاومة إلى أعلى درجاتها لتتعدى الحدود اللبنانية وتعيد القضية الأم فلسطين إلى الصدارة العربية والعالمية، أخفقت أيضًا إسرائيل اليوم في استكمال خطتها لاجتثاث حزب الله باغتيال قادته، لكنها خلقت ألف قيادي مقاوم عوضًا عن شهداء الحزب، فحركة المقاومة الإسلامية لم تكن حزبًا فقط، بل هي حركة اجتماعية ودينية وسياسية كبرى للمسلمين سواء شيعة أم سنة طالما القضية واحدة والهدف واحد تحرير أرض المسلمين وطرد العدو الصهيوني منها، أخيرًا لا يسعنا أن نقول إلا ما قاله والد الشهيد اللبناني الذي راح ضحية الانفجار اللاسلكي: “نحن لسنا أعضاء في حزب الله، لم يكن ابني عضوًا في حزب الله، لكننا من أنصار المقاومة وسنبقى على هذا النحو مهما حدث”.

زر الذهاب إلى الأعلى