العرب يواجهون العدو الصهيوني
بقلم/ عبد الله ميلاد المقري
ما حدث في غزة وما يحدث الآن في جنوب لبنان يعطي للقادة العرب مؤشرًا أنهم في بؤرة وصول العدو إليهم، وأن مخابراتهم وأجهزتهم الأمنية كل يوم تحصد الفشل، وأنها غير قادرة إلا على القبض والبطش على المواطن العربي الذي ممنوع عليه أن ينتقد السلطة القائمة، ما جعل سقوط الأجهزة الأمنية أمام اختراق العدو الصهيوني فضيحة كبرى، وأن إنتاج شركاته هي في محل استهلاك التقنية للعرب ومؤسساتهم، وأن ما يحدث في لبنان حيث الأجهزة التي تحولت إلى قنابل متفجرة في وجوه الأعداد الضخمة من العناصر الأمنية والأطباء وقادة حزب الله هي نفس الأجهزة المزودة بها أغلب الأنظمة العربية، بمعنى أن الموساد الصهيوني يسيطر بالتمام والكمال على جميع المعلومات التي تصل إليه مبكرًا قبل أن تصل إلى قيادات الأنظمة العربية.
الغريب في الأمر أن الشركات الاستخباراتية للموساد أسست شركات وهمية جعلت رجال الأعمال العرب يتزاحمون بحصولهم على وكالاتها بشكل حصري، ولم يصل إلى معلوماتهم حول من يملك هذه الشركات الصهيونية، وما زال مما لم يكتشف الكثير، فإن الكارثة ستصبح أخطر إذا ما استمر القتال داخل الأرض المحتلة وتوسع القتال ليشمل لبنان وتستمر اليمن في تهديد الوجود الصهيوني الذي تضيق به الحال إلى استعمال أنواع جديدة من الأسلحة في مواجهة المقاومة العربية في الميدان، واكتشف جنوده أن المقاومة قادرة على هزيمته المروعة في لحظة يحاول استعمال وسائل وفرتها له الأنظمة العربية التي أصبحت في اشتداد الصراع مكشوفة حتى من ورقة التوت.
أما المقاومة العربية فتدرك خبث العدو الصهيوني ومخابراتها، وهي تدرك أن الغرب منهمك في المؤامرة بالسيطرة على الأمة العربية وعلى القضية القومية، وبالتالي هذه الحرب كل يوم تكشف سذاجة العرب وضعفهم وحتى طمع قادتهم في بيع الإرادة العربية والتخلص من أي حالة مقاومة عربية تحقق الحرية للجيل العربي الجديد بأن يدير بلاده وشعبه بكل عزة نفس وبنضال متقدم وفق مشروع قومي تحرري متقدم وقواعده واعدة ولم يعد الرهان على وجود الأنظمة العربية السياسية فهي من طينة الضعف والعمالة والفساد الإداري والمالي والسياسي الذي يتفشى في جسد الوطن العربي.