الصهيونية مافيا إرهابية
بقلم/ ناصر سعيد
منذ ما يزيد على أربعة عقود والتحديات تتضاعف على الساحة اللبنانية، ومع تكرار اشتعال الجبهة الجنوبية مع قوات الاحتلال والتداعيات الناجمة عن العدوان الصهيوني على قطاع غزة، اشتدت حدة التوتر مع دخول المقاومة اللبنانية “حزب الله” في معركة مفتوحة وخطيرة في ظل الدعم الأمريكي للعصابات الصهيونية الذي أطلق العنان لها في حرب تهجير وتدمير وإبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني، رغم استنكار قطاعات واسعة من شعوب العالم ومنظمات الإغاثة وحقوق الإنسان والمحاكم الدولية.
وبالرغم من إعلان حزب الله مرارًا عدم رغبته في توسيع دائرة الصراع خشية اندلاع حرب شاملة ـ فإن الكيان الصهيوني ظلَّ مصرًّا على توسيع مدى ضرباته لمديات أبعد من غزة، في حين يجد لبنان نفسه في وسط معادلة صعبة بين حفظ الاستقرار الداخلي والضغوط الخارجية المطالبة بالتهدئة، الأدهى والأمرُّ هو أنه علاوة على الاغتيالات التي طالت قيادات وكوادر حزب الله بشكل شبه يومي، فوجئ حزب الله وكل لبنان في اليومين الماضيين بتصعيد إسرائيلي خطير يعتمد نوعًا جديدًا من الحروب الذكية، يمكن أن نسميه التفجير الشخصي الذاتي، استهدف عناصر من كوادر حزب الله وآخرين مكلفين بأعمال مدنية في القطاع الصحي والأمني يستخدمون أجهزة بيجر (النداء)، في عملية إرهابية خسيسة قصد بها ترويع الشعب اللبناني وإيقاع أكبر عدد من الإصابات في صفوف كوادر عناصر المقاومة وذويهم.
هذا التصعيد الإجرامي الرهيب يعكس حقيقة الكيان الصهيوني المتوحش، لكن ورغم ما سببته هذه العملية القذرة من إرهاب وترويع، فعندما تلجأ سلطات الكيان الإسرائيلي إلى تنفيذ تفجيرات في الأماكن العامة فهي بهذا شأنها شأن أي إرهابي يقوم بتفجير نفسه أو بواسطة سيارة ملغومة في سوق مكتظ بالمدنيين، مما جعل الفعل الإسرائيلي الإرهابي ليس دليل قوة استخباراتية مثلما يزعم إنما هو في الحقيقة دليل ضعف.
اللافت للنظر والمستغرب أيضًا كيف لما يُسمى بالمجتمع الدولي أن يسمح باستخدام وسائل الاتصال والشركات المدنية في أعمال إرهابية والتي حتمًا ستؤثر سلبًا على تجارة أجهزة الاتصالات، ومن ثم ينعكس إلى خسائر تلحق بالاقتصاد الدولي، ومن الآن فصاعدًا كل دولة بل حتى الأفراد سوف يساورهم الشك في مدى سلامة وأمان تلك الصناعات، بعد أن أصبح الإرهاب واقعًا يهدد الصناعة العالمية.
لذا على العالم بأجمعه أن يستنكر هذه الجريمة الإرهابية القذرة، وأن يطرح مجددًا أمر اعتبار الكيان الصهيوني الإسرائيلي ليس سوى مافيا إرهابية مسلحة يجب عزلها ووقف ممارساتها الوحشية.
وختامًا أود أن أذكر بأن تلك الأعمال الإرهابية ما هي إلا انعكاس لحالة التخبط والخوف لدى الإسرائيليين، وأن عمليات الاغتيال لقادة المقاومة منذ 1948 لم تؤدِّ إلا لتقوية واستمرار المقاومة، والشواهد على ذلك كثيرة.