ملفات وتقارير

الغرب يعتبر الحرب على غزة مشروعة وعلى أوكرانيا جريمة دولية!!

“الازدواجية المفضوحة” سياسة الغرب الدائمة تجاه القضايا الدولية

متابعات – سيد العبيدي
أظهرت المواقف “الأمريكية – الأوروبية” تجاه الحرب على غزة والحرب الروسية الأوكرانية، كيف أن الغرب يتبع سياسة ازدواجية المعايير والكيل بمكيالين، ففي الوقت الذي يقدم كافة أنواع الدعم العسكري والمادي إلى الاحتلال الصهيوني الذي يشن حرب إبادة جماعية على الشعب الفلسطيني منذ السابع من أكتوبر، يفرض الغرب في الجهة المقابلة عقوبات على دول مثل إيران بسبب مبيعات صواريخ باليستية مزعومة إلى روسيا رغم نفي البلدين موسكو وطهران، مما يعد سقوطا أخلاقيا لهذه الدول التي تدعم قتل الأطفال والنساء والشيوخ وتساعد على تدمير كافة مقومات الحياة في غزة.
وتمثل هذه الازدواجية في السياسة الدولية والمواثيق الأممية تناقضا شديدا ومرفوضا وسياسة غير مقبولة تظهر الانحياز لطرف على حساب الآخر، وتعمل على تقويض جهود السلام الرامية نحو وقف المجازر في قطاع غزة وتحقيق الأمن والسلام الدوليين من خلال الدعم العسكري المتواصل، بينما يهاجمون روسيا بسبب الحرب على أوكرانيا رغم الدعم المقدم إلى “كييف” عبر حلف شمال الأطلسي “الناتو” القريب من الحدود الروسية الأوكرانية.

الدعم العسكري الغربي للصهاينة تجاوز 6 مليارات دولار


ومنذ السابع من أكتوبر تقدم الولايات المتحدة الأمريكية كافة أشكال الدعم السياسي والعسكري للاحتلال الصهيوني، حيث كشفت تقارير إعلامية أمريكية أن الولايات المتحدة قدمت، منذ السابع من أكتوبر الماضي، “مساعدات أمنية” لإسرائيل بقيمة تتجاوز 6 مليارات دولار.
وقالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن الولايات المتحدة قدمت مساعدات أمنية لإسرائيل، منذ السابع من أكتوبر على مستوطنات غلاف غزة، بقيمة تقدر بأكثر من 6.5 مليار دولار.
مساعدات أمريكية بـ 95 مليارا للصهاينة وأوكرانيا وتايوان


وكان مجلس النواب الأمريكي وافق في أبريل الماضي على حزمة تشريعية بقيمة 95 مليار دولار بدعم واسع من الحزبين الجمهوري والديمقراطي لتوفير المساعدة الأمنية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان، رغم اعتراضات مريرة من الجمهوريين.
وشملت الحزمة 17 مليار دولار من المساعدات الدفاعية لإسرائيل، ونحو 9 مليارات دولار لتوفير الإغاثة الإنسانية للناس في غزة وكذلك المناطق الأخرى التي مزقتها الحرب بحسب التقارير.
يشار إلى أنه في مايو الماضي، قال مسؤولون أمريكيون إن إدارة جو بايدن أخطرت لجان الكونغرس بشكل غير رسمي بأنها تخطط للمضي قدمًا في صفقات أسلحة جديدة لإسرائيل تبلغ قيمتها أكثر من مليار دولار.
وذكر مسؤولان أمريكيان أن وزارة الخارجية حولت حزمة مساعدات أسلحة بقيمة مليار دولار لإسرائيل إلى الكونغرس لمراجعتها. وقال أحد المسؤولين لرويترز إن أحدث حزمة أسلحة تشمل قذائف دبابات ومورتر ومركبات تكتيكية مدرعة.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قال في مايو الماضي إنه أرجأ شحنة ذخائر زنة 2000 رطل و1700 قنبلة زنة 500 رطل إلى إسرائيل لمخاوف من استخدامها في اجتياح رفح جنوبي غزة.
عقوبات جديدة على طهران
وفرضت واشنطن ودول أوروبية حليفة لها عقوبات جديدة على إيران بسبب مبيعات صواريخ باليستية مزعومة لروسيا. وفيما اعتبر الاتحاد الأوروبي ذلك تصعيدا عسكريا، متوعدا بالرد “بقوة” على ذلك، نفت إيران تسليم شحنات الأسلحة لموسكو.
وأعلنت الولايات المتحدة الثلاثاء الماضي أنها فرضت مع دول حليفة، عقوبات على ست شركات إيرانية مرتبطة بتوريد مسيّرات وصواريخ بالستية لروسيا، بالإضافة إلى 10 من مديريها وموظفيها.
وقالت وزارة الخزانة الأمريكية في بيان إن شركة الطيران الوطنية الإيرانية “إيران إير” هي من بين الكيانات المستهدفة بهذه العقوبات، مضيفة أنه بالإضافة إلى ذلك “سيعلن الشركاء الدوليون إجراءات ستمنع بموجبها “إيران إير” من العمل على أراضيهم في المستقبل”.
كما أدانت الحكومات الفرنسية والألمانية والبريطانية “قيام إيران بعملية تصدير وحيازة روسيا لصواريخ بالستية إيرانية”، معلنة أنها ستفرض عقوبات جديدة على طهران. وقال دبلوماسيو الدول الثلاث في بيان مشترك “لدينا الآن تأكيد أن إيران قامت بعمليات نقل” للصواريخ، معلنين أنهم سيتخذون “إجراءات فورية للتنديد باتفاقات الخدمات الجوية الثنائية مع إيران”.
وأضافوا “سنعمل أيضا على فرض عقوبات على شركة الطيران الإيرانية”. وتابعوا “بالإضافة إلى ذلك، سنستمر في فرض عقوبات على كيانات وأفراد مهمين منخرطين في برنامج الصواريخ البالستية الإيراني ونقل صواريخ بالستية وأسلحة أخرى إلى روسيا”.
وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قال في وقت سابق خلال زيارة للندن إن “روسيا تلقّت شحنات من هذه الصواريخ البالستية وستستخدمها على الأرجح في غضون أسابيع في أوكرانيا ضد الأوكرانيين”.
بريطانيا: سنستمر في استخدام كل وسائل الضغط على إيران
وقالت بريطانيا إنها بدأت إنهاء “كل الخدمات الجوية المباشرة بين المملكة المتحدة وإيران”. وقالت وزيرة النقل البريطانية لويز هاي، بعد وقت قصير من إعلان العقوبات “سنستمر في استخدام كل وسيلة تحت تصرفنا للضغط على إيران لإنهاء دعمها للغزو غير القانوني (للرئيس الروسي فلاديمير) بوتين، ولهذا السبب بدأنا في إنهاء كل الخدمات الجوية المباشرة بين المملكة المتحدة وإيران”.
وقالت باريس ولندن وبرلين “هذا تصعيد آخر للدعم العسكري الإيراني للحرب العدوانية التي تشنها روسيا على أوكرانيا، وسيؤدي إلى وصول صواريخ إيرانية إلى الأراضي الأوروبية، ما سيزيد من معاناة الأوكرانيين”. وأشارت إلى أن ذلك “يُعد تصعيدا من جانب إيران وروسيا، ويشكّل تهديدا مباشرا للأمن الأوروبي”.
روسيا تنفي استلام صواريخ من طهران


من جهته نفى الكرملين، الأربعاء، التقارير التي تفيد بأن إيران شحنت صواريخ إلى روسيا، قائلا إن المزاعم بشأن عمليات نقل الأسلحة المختلفة لا أساس لها من الصحة.
وقبيل صدور الإعلان المشترك، نفى الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في منشور على منصة إكس قيام إيران بتسليم شحنات أسلحة لروسيا. وكتب “نشر أخبار كاذبة ومضللة حول نقل أسلحة إيرانية إلى بعض الدول” هو “دعاية قبيحة” وكذب، قائلا إن هدفها إخفاء “أبعاد الدعم المسلّح غير القانوني الذي تقدمه الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية” لإسرائيل في حربها على غزة.
إيران: لم نسلم موسكو صواريخ باليستية
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إن بلاده لم تسلم روسيا صواريخ باليستية. جاء ذلك في منشور عبر منصة “إكس” ردا على ادعاءات غربية عن تسليم إيران صواريخ بالستية لروسيا لاستخدامها في حربها ضد أوكرانيا.
وقال عراقجي، إنَّ الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا تصرفت بناء على معلومات استخباراتية خاطئة ومنطق معيب.
وأضاف: «إيران لم تسلم صواريخ باليستية إلى روسيا»، مشددًا على أن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والدول الأوروبية على بلاده ليست الحل، بل هي جزء من المشكلة.
كما قالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة إن موقف طهران بشأن الحرب الروسية الأوكرانية لم يتغير، مضيفة أن طهران “تعدّ تقديم الدعم العسكري لأطراف تخوض صراعا يؤدي إلى زيادة عدد القتلى ودمار البنية التحتية والابتعاد عن مفاوضات وقف إطلاق النار، أمرا غير إنساني”.
الاتحاد الأوروبي: الصواريخ الباليستية تصعيد عسكري
من ناحيته، قال بيتر ستانو المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية الثلاثاء، إن نقل صواريخ باليستية إيرانية إلى روسيا يمثل مزيدا من التصعيد العسكري وإن التكتل “سيرد بقوة” على ذلك. وأضاف ستانو أن الهيئة الدبلوماسية في الاتحاد الأوروبي قدمت بالفعل لأعضاء الاتحاد “مجموعة كبيرة من الإجراءات الحاسمة والمستهدفة” ضد إيران ردا على عملية النقل، وذلك بطلب من جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية.
وذكر ستانو أن تنفيذ أي إجراءات مماثلة يتطلب موافقة جميع دول التكتل السبع والعشرين. وتابع “نؤكد (أننا) تلقينا معلومات موثوقة عن إرسال صواريخ باليستية إيرانية إلى روسيا”. وقال “حذر الممثل الأعلى بوريل إيران مرارا من هذا القرار خلال اتصالاته الثنائية مع الشركاء الإيرانيين”. وأضاف أن نقل الصواريخ يخالف ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.

زر الذهاب إلى الأعلى