مقالات الرأي

نيقاتيف لصورة إعمار فزان

بقلم/ سالم أبو خزام

لا شك أن لدى عامة الناس خاصة في مدينة سبها وكل أنحاء فزان رغبة كامنة تنطوي عليها الصدور نحو التوجه صوب الإعمار والتنمية، بسبب الإهمال والتهميش القاتل الذي تعرض له الجنوب، ثم من ناحية أخرى توجه هذا الإعمار إلى مدن الساحل إجمالا، مما جعل فزان وسبها تتأخر عن بعض المدن الليبية، والحق يقال إن مدينة سبها تحديدا كعاصمة لمناطق فزان لم تحظ بذلك الاهتمام اللافت والمؤثر!!

أثمِّن عاليا القيام بهذا الدور الحيوي، فأصبحت يد تبني وأخرى تحمل السلاح، وتسكت كل صوت نشاز عملا وجهدا وعرقا وواقعا معاشا وملموسا وفي وضح النهار.

موضوع الإعمار كان قد توقف منذ فترات طويلة ولأسباب متداخلة، وأظن أن الحديث عنها غير مفيد الآن.. وأظنه مهما جدا التحدث عن الإعمار والتنمية وإعادة بث روح من الفرح وارتقاء الروح المعنوية لقص شريط بداية الإعمار ودوران عجلة التنمية به!!

٠ إن التنمية والإعمار يعنيان أن أعمال الحرب والقتال وسفك الدماء وترويع الناس وفساد الأمن، كل هذه الظواهر قد انتهت وتوقفت إلى غير رجعة.

٠ كل ذلك يعني أن ليبيا وفي المناطق الجنوبية تسير بثبات نحو أجواء بناء وقيام الدولة وإظهار المؤسسات، وأولى هذه الخطوات استتباب الأمن بكل أوجهه، الذي افتقدته الناس لفترة طويلة.

٠ لقد ضاعت فرص كثيرة على فزان بسبب التباين السياسي بين الشرق والغرب، وتحوله إلى صراع سياسي مدمر لكل الوطن.

٠ عكفت بعض الحكومات على تجريف الأموال وتحويلها إلى الخارج، وجزء منها على حساب فزان.

٠ توجيه جزء من تلك المبالغ المالية لمصلحة (الوطن) شرقا أو غربا، أمام ناظري مسؤولينا الضعفاء ونوابنا المتخاذلين، ما أدى إلى تعميق الجهوية بكل أسف.

٠ اقتيات بعض من مسؤولي المنطقة الجنوبية بكل أسف وتجارتهم في أهلهم بكل مرارة!!

٠ أذكر القراء بأن قواتنا المسلحة العربية الليبية قد نجحت في فرض الأمن والمجاهرة به، وخلفها الأجهزة الأخرى، وهذا ما أدى إلى وصولنا إلى مرحلة التنمية والإعمار، وأن الإعمار هو الواقع والحجة الدامغة عوض هراء كثيرين آخرين، أجادوا الكلام دونما أفعال حقا!!

غير أنه بمناسبة التدشين والحضور اللافت قد غاب عن مناسبة كهذه:

  • أبرز الوجوه السياسية والاجتماعية الفعالة وقادة المجتمع المخملي في فزان وسبها، معتقدا في عدم إجراء الترتيبات اللازمة، وعدم وصول دعوات الحضور الهامة، وفشل العمل الإداري المتمم لمناسبة عظيمة كالإعمار والتنمية.
  • كان يجب التركيز على مجالس التخطيط وإحضار ملفاتهم المؤثرة والعودة إليها، والاستماع إلى ملاحظاتهم الدقيقة والهامة.
  • الدعوة الجادة لنخبة المثقفين والمهندسين ورجال الأعمال وقادة الشركات الكبرى.
  • الاستماع إلى كلمات بالوقائع والأرقام وعرض لكل الملفات والخطط الجاهزة، لتبنيها، وإدراجها في جدول الأولويات.
  • أهمية حضور فعاليات عمداء البلديات مع الاستماع إلى عدد منهم لطرح مشاكلهم الاستراتيجية، حيث يجب أن يتوجه الإعمار إلى مناطق مغمورة ويشملها النهوض بالبنى التحتية.

فزان.. تستحق الالتفات إليها، وإصلاح كل بناها التحتية وطرقاتها، وتعويضها عما أهدر من أموال جزء منه على حسابها، وفي كل الأحوال فزان تستحق المشروعات الاستراتيجية الهامة من خلال (الجامعة ومجلس التخطيط) يطرح التالي:

  1. إنجاز وإتمام مركز طبي ضخم ومتكامل يخدم كل أرجاء فزان.
  2. بناء جامعة ضخمة بكافة مكتباتها ومدرجاتها.
  3. بناء واستحداث مطار دولي، يرتبط بكل الدول وأهمها، مصر، تونس، المغرب، السعودية، مالطا، وبريطانيا، إيطاليا، السودان.
  4. بناء أسفلتي لطريق مزدوج معبد، يربط بين الجنوب، وطرابلس وبنغازي.
  5. بناء محطة رئيسية للكهرباء بالطاقة الشمسية، معد بشأنها دراسة وملف متكامل بجامعة سبها ومجلس التخطيط.
  6. بناء مصفاة للنفط بفزان.
  7. إنجاز مصرف زراعي رئيسي بفزان، لتقديم العون للمزارعين بمنحهم القروض الزراعية الضخمة للنهوض بالزراعة، لأن فزان هي مصدر الغذاء لكل ليبيا.
  8. مناسبة الإعمار والتنمية ليست عادية بالنسبة لكل فزان، التي دفعت أعباء كثيرة وتم عقابها محليا من بعض العصابات المعززة بالمال، كما تم عقابها دوليا نظير مواقفها الثابتة لقياداتها قصد جرجرتها إلى التقسيم.
  9. حان الوقت وأزف لأن تدور عجلة الإعمار والتنمية، لكن قبل ذلك لابد من تنظيم حقيقي للإدارة وتهيئة الجموع للنهوض معا، ولابد من إعادة رتق البنى التحتية (الاجتماعية) في ظل تمسك طرف واحد فقط لا غير بالسلاح.

الوفاق المجتمعي أساس لهذا العمل ورافد لدعمه لتقوم فزان بأكملها، وأنها أداة صالحة لإعادة بناء الوطن، خاصة إذا التف رجالها ومخلصوها، إن الواجهة الحقيقية ليسوا من ظهر بالصورة.

  • نيقاتيف الصورة يحتاج إلى عمل وفطنة لتظهر صورة زاهية وواقعية تدير ما بعد هذا العمل الجبار، (فالمظاهر تخدع!!).
شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى