مقالات الرأي

متى يفقد الإنسان شرفه؟

بقللم/ محمود امجبر

يقول غاندي عندما يأكل من خيرات بلده وينتمي إلى بلد آخر، يقصد بها هنا العمالة والخيانة إلى وطنه الذي ولد وتربى وعاش فيه وأن يستبدله ببلد آخر بغية الأموال أو الرفاهية أو أن يبرر ذلك بنضال مزيف أو إقامة حجج واهية وإقناع نفسه بهذا السلوك المزيف.

إن كثيرا من الخونة والعملاء يروجون تلك الصفة على أنها وجهة نظر يمكن من خلالها أن تصنع منهم أبطالا يدافعون عن قضايا الأمة من خلال التعاون مع دول أخرى أو استخباراتها من أجل تحقيق أهدافهم السياسية، وهم في الحقيقة ضربوابشعور الانتماء إلى الوطن وجه الحائط من أجل أوهام اعتقدوا أنهم على حق فيها، إن أي شخص عنده درجة من الوعي الوطني أو الديني عليه أن يفرق بين المعارضة للواقع السياسي الذي يرفضه لوطنه وأن يكون عميلا ينهش ترابه من أجل تحقيق مآربه السياسية.

وطنك ممكن أن يظلمك ويمكن أن تحتج عليه وممكن أن تحبه أو تكرهه ولكن أن تخونه يعني أنك خنت كل الأهل أمك وأبيك وأخيك وكل الأصدقاء وحتى الأرض التي ولدت فيها.

الوطن يجب أن يكون وطننا تحميه وتدافع عنه ولاتخونه، الوطن هو الهواء الذي تتنفسه، الوطن إيمان، الوطن ليس وجهة نظر مطروحة للنقاش.

بعد أحداث فبراير سنة 2011 الكثير أصبحوا يتسابقون لخيانة الدولة والوطن بالعمالة وشراء الذمم من أجل المال والمناصب، الخيانة جريمة في حق الوطن، ويجب أن يعاقب عليها القانون!!!

لست مستغربا من اكتشاف عملاء وخونة في هذا الوطن الذي أنهكته الحروب القبلية والجهوية والمناطقية التي رسمها أعداء الوطن من أجل سهولة السيطرة على خيراته ومقدراته بحجة الحرية والديمقراطية، ولكن علينا أن لا نتهم الجميع بالجملة ويجب علينا التفرقة بين النضال الوطني الحريص على سيادة الوطن واستقلاله وللأسف هذه صارت وصفة أو تهمة جاهزة لكل من يقول الحقيقة أو يدلي برأي مخالف أو سائد أو ليس كما تريد القوى الغالبة ولايمكن أن يكون التخوين لمجرد الخلاف في الرأي.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى