مقالات الرأي

أكذوبة داعش

بقلم/ عفاف الفرجاني

كعادتها بين الحين والآخر تخرج علينا بيانات من المتحدثة باسم القيادة الوسطى في العراق عن مقتل أو اعتقال أفراد من العصابات الإرهابية، وآخرها الإعلان عن مقتل أربعة من قادة داعش في عملية نوعية قامت بها القوات الأمريكية بالتعاون مع وحدات أمنية عراقية مشتركة، طبعًا لا يسعني التركيز على الأسماء وتدرجهم في التنظيم لأن بيانات القوات المشتركة لا تتوانى عن هكذا بيانات كلما حان موعد خروج القواعد الأمريكية من العراق، والحجة أن تنظيم داعش يشكل تهديدًا للولايات المتحدة وحلفائها، بالإضافة إلى تهديدهم للاستقرار الإقليمي.

منذ احتلال العراق بدعوى امتلاك النظام فيه سلاحًا نوويًّا وإعدام رئيسه الراحل صدام حسين واجتثاث الوطنيين منه، تمتهن الولاياتالمتحدة الأمريكية سيناريو الدواعش لضمان وجود قوات التحالف في المنطقة، فمنذ زهاء عقدين ولا تزال هذه القوات جاثمة على قلوب المدنيين من العراقيين، وإلى هذه اللحظة يوجد في العراق نحو ألفين و500 جندي أمريكي غير القواعد والآليات العسكرية، فمن يعتقد أن وجودها بالعراق فقط فهو مخطئ، فهناك مايقارب 900 عسكري على أطراف سوريا، وهم من تم استخدامهم في الحرب الإسرائيلية مع قطاع غزة، حيثنفذت القوات الأمريكية ضربات انتقامية متفرقة ضد المقاومة الفلسطينية بحجة أنها استهدفت قواعدها في كلا البلدين، وهذه ذريعة لفتح المجال أمام العدو الإسرائيلي لشن هجماته بطريقة مقننة، بالرغم من الإعلان عن انتهاء مهام قوات التحالف القتالية في العراق منذ ديسمبر 2021، إلا أن أمريكا لا ترغب بذلك لوجود حلفائها منالصهاينة الغزاة في المنطقة، فلن تجازف بسحب قواتها في الوقت الراهن.

أمريكا وقوات التحالف لولا سيناريو الدواعش والتنظيمات الإرهابية والذينكانوا السبب الرئيسي في غرسهم بالمنطقة لاستعمالهم كفزعة، فلن يكون أمامهم مخرج آخر إلا الرحيل من العراق، لهذا يستمر مسلسل الدواعش لضمان بقاء قواعد القوات الأجنبية.

أبدًا لم تكن الضربات التي نفذتها إيران في أربيل عام 2024 أو هجمات سوريا وكردستان 2024، وهجمات عاصمة إقليم كردستان العراق التي أُطلق فيها 11 صاروخاً باليستيًّا، لم تكن من باب المضايقة الإيرانية للأمريكان، بل كانت استهدافًا لمقرات جوسسة الموساد تحت حماية أمريكية في منطقتنا العربية، أمريكا وقوات التحالف لا تهمها العراق ولا المنطقة بالكامل بل ما يهمهم مصالحهم ومصالح وأمن الكيان الصهيوني، ولن ترحل هذه القوات طالما لايزال هناك متطرفون يعتبرون غطاء الرأس ونمص الحواجب أكثر خطورة من الاحتلال الصهيوني الأمريكي بالمنطقة.

زر الذهاب إلى الأعلى