روضة الثقافة
بقلم/ عبدالهادي شماطه
الثقافة تمثل الكم التراكمي للمجتمع من المعارف والعلوم والعادات والأعراف، وهي تنعكس في سلوكيات المجتمع وتمثل هوية المجتمع، وبالرغم من أن بعض مكونات الثقافة والهوية الوطنية خارج دائرة التعليم والتخطيط وتعتمد على التعلم والتلقي المباشر فإن هناك نسبة لابأس بها من التعليم والتخطيط لابد أن يتم الاهتمام بها، وأحد أهم تلك الطرق والوسائل هي صناعة قلاع ثقافية تجذب إليها شرائح متسعة من المواطنين وتعمل على التأثير عليهم، ومنها بناء المجمعات الثقافية التي تشمل المكتبات والمتاحف والمسارح والمعارض وقاعات المحاضرات، والتي يجب أن يرتادها عموم المواطنين والبحاث والمهتمين، وكذلك تجذب الأطفال والتجمعات الشبابية، وتكون ملجأ للمتقاعدين.
ولقد كانت مدينة بنغازي تتميز بوجود المكتبات العامة وكان مسرحها زاهرا بالمسرحيات والفرق الفنية، وكانت منارة حقيقية للثقافة، خاصة في زمن نشطت فيه كلية الآداب والحقوق، فكانت عشرات المحاضرات تلقى على الناس، وساهمت في تشكيل الشخصية البنغازية طبعا السابقة وليست القائمة حاليا.. لذلك لابد من التفكير في إنشاء مجمع ثقافي به عدد من قاعات المحاضرات وساحات للمعارض للوحات الفنية والمسابقات ومعارض الورود والزهور وقاعات للمكتبات والمخطوطات والمتاحف إضافة إلى عدد من المسارح المغلقة والمفتوحة.. تلك ستكون خطوة عظيمة في مدينة بنغازي، ويجب أن تعمم على مدن ليبيا حتى نرتقي بمستوى المواطن ونصنع له اهتمامات مختلفة طابعها الرقي والسمو.