أبو قرين يسترجع مأساة إعصار درنة : البديهيات لم تكن موجودة لمواجهة المأساة
متابعات- الموقف الليبي
استذكر الدكتور على أبو قرين، أن الذكرى الأولى لإعصار دانيال المدمر والسيول الجارفة للمساكن والعمارات بسكانها والمزارع باشجارها ومحاصيلها واهلها ومن فيها ، على درنة العريقة الممتدة لالاف السنين والتي شهدت حضارات متعاقبة من الرومانية للاسلام وهي المنبسطة على المتوسط والمحمية بالجبل الأخضر تظللها غابات زرعت نفسها ورعاها الباري .
وتابع أبو قرين، على صفحته الشخصية على الفيس بوك، أن الفاجعة بدءت في شمال المتوسط ، ومنذ وصوله لشواطئ شرق البلاد ومحطاته من أجدابيا لبنغازي للمرج للبيضاء التي أغرقها وعطل مشافيها حتى أنهى رحلته بتدمير السد في درنة ، وسال ببحر آخر هادر منحدر من علٍ ، ولم يبقي في الأرض لا شجر ولا حجر ، والظلام حالك والنجوم شاهدة وصراخ البشر همس أمام صراخ الطبيعية ، وسويعات وكل ماكان في الوادي وما على ضفتيه لم يبقى منه شئ إلا الفاجعة والذكريات والمراجعات وللصحة الشأن الأهم .
ولفت أبو قرين، أنه يمكن استخلاص الدروس والعبر من الكارثة وخصوصا الإعصار لم يأتي فجأة ، والحال هو الحال السدود بلا صيانة والأودية مزروعة في جزء منها ومكبات في اجزاء كثيرة ، وطالها البناء وزحفت على الوديان الكتل الإسمنتية العشوائية ، والشواطئ على طول الساحل مكبات لردم المباني والنفايات الصناعية والمنزلة ونفايات المستشفيات والمصحات ، والمجاري جميعها تصب في البحر ، والهجرة الغارق أكثر من الناجي.
وانتقد، عدم وجود لتصريف مياه الأمطار لا في مدينة كبيرة ولا قرية صغيرة ( نغرق من شبوب مطر ) والثقافة الصحية والعامة في التعامل مع الأعاصير والعواصف والسيول غائبة ، والخدمات الصحية في حال إنها وجدت تكون على ضفة والضفة الأخرى خالية ، وفي الكوارث الطبيعية من الضرورة والمسلمات والبديهيات الاستعداد والاستجابة والمرونة هي سمات النظام الصحي الفعال ، بسياسات صحية واضحة ومعمول بها في كل القطاعات.