كلمــــــــــة و2/1
بقلم/ عبدالسلام عاشور
الاعتذار التاريخي الإيطالي لليبيا في الثلاثين من أغسطس، سابقة تاريخية وهدية تجاوزت في مضمونها الشعب الليبي إلى كل الشعوب التي عانت ويلات الاحتلال، تمثلت في إرغام إيطاليا على الاعتذار والتعويض في وقت عجز فيه آخرون عن الحصول على أسف يجبر بخاطرهم من غزاتهم ولو تلميحًا غير مباشر.
هذا الاعتذار لم يأت نتيجة صحوة ضمير فجائية لبرلسكوني، ولا رغبة من أعضاء برلمان روما في فتح صفحة جديدة مع جارتهم ليبيا، ولكنه أتى بإصرار القيادة الليبية على هذا الاعتذار العلني والصريح، واستخدمت كافة وسائل الضغط الاقتصادية والسياسية على إيطاليا لإجبارها على الاعتذار للشعب الليبي.
وستظل مثل هذه الأيام الوطنية نقاطًا مضيئة وحاضرة في عقول وقلوب وضمائر شعبنا الأبي وتاريخه المشرق، ومحفزًا للشعوب المجاورة الأفريقية والأسيوية وشعوب أمريكا اللاتينية على رفع وتيرة مطالبها لمستعمريها بالاعتذار أسوة بما تحقق لشعبنا وتعويضها عما لحق بها من قتل وتشريد على مر عصور الاستعمار وحملات الغزو الأوروبي البغيض لبلدانها واستعباد أبنائها التي عانت الاستعمار الغربي منذ ما يسمى ببداية عصر النهضة الأوروبي والغربي عمومًا، واستمر حتى ستينيات القرن العشرين.