مقالات الرأي

مهارات التحدث والاستماع الجيد 

 بقلم/ ناجية الصغير عبدالله 

اللسان نعمة من نعم الله أعطاها لبني البشر ليكون وسيلة تفاهم وتواصل فيما بينهم وعلى اختلاف ألسنتهم.. ولكي يؤكد لنا الله أهمية وظيفتي السمع والكلام.. كان القرآن بلسان عربي مبين وطلب الإنصات له والاستماع إليه.. وبالتالي للكلمة مدى وللأذن حدود.. بمعنى نستمع أكثر مما نتكلم وللكلام أو الحديث أدبيات ليس الكل يتقنها ومهارات تجعل هنالك من يجيد فنون الخطاب والحوار وهناك من يقع بشرك الخوار.. الحديث له ثلاثة أساسيات.. تكوين الكلمة بالقلب وميزانها بالعقل ثم اختيار التوقيت المناسب لها حتى تؤدي مهمتها وتفي بغرضها في الموضع الذي قيلت فيه ومن أهم هذه الأساسيات اختيار الوقت المناسب.. لأنه في بعض الأحيان يكون الحديث معبرًا لكنه جاء بتوقيت خاطئ ففقد أهميته.. وأحيانًا أيضًا يأتي متأخرًا فيكون لا طائل منه.

الحياة مبنية في علاقاتها المتنوعة على الكلمة.. فهي قد تبني جسور وصل لا تنقطع.. لأنها كلمة طيبة كالصدقة ترطب القلوب أو تبني أسوار جفاء لا تهدم فهي كالسيف بحدين إما أن ترفعك وإما أن تقتلك.. ككلمة طيبة بين زوجين تديم الوداد أو كلمة تشتت الأسرة وتنهي طريقها للشتات.

الحديث يجب أن يكون واضحًا محددًا غنيًا بالتشبيهات والقصص والحكايا التي تضفي عليه حلاوة أن يكون بوقته المناسب.. ألا يكون ثقيلًا في معانيه.. حتى لا يمل.. أن يكون له هدف.. سواء أكان جديًا أم هزليًا.. والأهم لكل سن لسان يحاكي به.. فحديث الصغير لا يشبه حديثا يوجه للكبير.. أن يكون الكلام لينًا هينًا يميل للرفق أكثر من الغلظة. 

وأيضا النظر لمن نحدثه حتى لا ينتابه شعور بعدم اهتمامنا له كما يحدث أيضا ذلك حين نستمع علينا أن نصغي وألا نقاطع بطريقة عشوائية وألا نرفع أصواتنا لينتبه الآخرون ولنعلم علو الصوت من قلة الثقة بحديثك.. فالحديث القيم نبرته هادئة.. ومعانيه واضحة وتوقيته مناسب، والأذن الجيدة هي تلك التي تسمع أكثر وأكثر ثم تتكلم أقل وأقل.. ويكون لسماعها أثر ولحديثها أثر وفائدة تعم الجميع.

زر الذهاب إلى الأعلى