رسالة إلى حماس “المقاومة الفلسطينية”
بقلم/ عمار الطيف
إلى أولئك الذين نعرفهم من خلال العمل المشترك وجمعتنا بهم قومية القضية الفلسطينية.. أوقفوا المفاوضات، رفع سقف المطالب أوقعكم في الفخ!!
فقد حقق نتنياهو كل المطالب التي حددها لحرب غزة ردًّا على طوفان القدس تحت علم المفاوضات، فقد كنتم بارعين وشجعانًا في الخطوة الأولى، ولكن أخذتكم العزة بالإثم في الخطوة الثانية عدم تحديد ما تريدون بدقة وفي حده الأدنى تخليتم عن دور حركة المقاومة وتقمصتم جلباب الدولة.
ولم يعد لتوقيعكم معنى بعد أن حقق نتنياهو ما أعلن عنه في الثامن من أكتوبر، فقد تم نسف غزة، واحتل رفح وشريط فيلادلفيا، وقطع حبل السرة الذي كان يمد المقاومة بالغذاء والسلاح، وفكك البنية العسكرية للمقاومة في غزة، وقتل آلاف المجاهدين في كتايب القسام وسرايا القدس وحزب الله ومئات القادة داخل وخارج الأرض المحتلة، ومارس سياسة المد والجزر في مفاوضات غير متكافئة، وخدعكم بالاتفاق مع أمريكا والغرب والعرب بتعدد مشاريع الهدنة، واليوم زادت اللحمة الإسرائيلية واستوعب الرأي العام الإسرائيلي ما جرى وتوقف الشارع عن الخطاب الحاد ضد نتنياهو، وانخفضت وتيرة الإدانة الدولية، وفقدت حماس رأيا عاما دوليا وإسرائيليا، ونجح نتنياهو في طرح مشاريعه للهدنة، يزيد وينقص كل يوم حسبما ما يريد، لاكتساب مواقع مهمة جديدة على الأرض الفلسطينية وفي العالم، وإطالة أمد الحرب الذي كان في صالح إسرائيل الدولة وضد حماس الفصيل محدود الإمكانيات والجغرافية واستغلال العمق العربي المعدوم، حكومات وشعوبا.
أوقفوا المفاوضات وانسحبوا واحتفظوا ببعض كبرياء طوفان السابع من أكتوبر لعله يشكل منارة للأجيال القادمة، فغزة ليست آخر المعارك.
أوقفوا المفاوضات واللقاءات مباشرة وغير مباشرة.. ولكن لا توقفوا المقاومة بمن تبقى من رجال وإمكانيات.. فغدا غزة أخرى.. لا تنخدعوا بالوعود الأمريكية أو الوساطة العربية.. العدو مصمم على تحقيق أهدافه في تحقيق أمنه وبناء دولته، وذلك تناقض بيننا وبينهم استمر منذ العهد البابلي.
فستبقى غزة محتلة شأنها شأن بقية فلسطين، ولن يقبل بحل الدولتين، وسيكون معبر رفح وغيره حدودا إسرائيلية.
وسيدخل غدا جنوب لبنان، ولن يقبل دولة لبنانية جنوب نهر الليطاني، وستضم الأراضي اللبنانية هذه شأنها شأن الجولان إلى إسرائيل.
وغدا سيرحل الإيرانيون بأمان ويتلاشى محور المقاومة ويستشكل عالم جديد في ضوء الصين الجديدة ونتائج حرب أوكرانيا وفلق إيران للذرة واتحاد الكوريتين والشك في قوة الدولار.