مقالات الرأي

تكنولوجيا التربية وازدواجية الجوائح

بقلم/ ناجية الصغير عبد الله

التربية كلمة تختصر وتختزل حضارات، وما بين تربية وتربية تتهاوى أجيال.

نحن نقطة في بحر الفضاء وحفيف التقنية يركل أمنيات الآباء في زاوية موغلة بالصعاب، بين محاكاة زمن جميل والانغماس في بحر مستوحش نعيش أزمة الانسلاخ الفكري لنعيش بين زمنين كلاهما يشدنا لجماله رغم تفاصيله المنيعة، قدم في دائرة الماضي وأخرى بمثلث المستقبل، واليوم حكاية منسية جراء النظر إلى الوراء والسباحة بخيال التوقيت البعيد.

من منا لا يريد أن يرى التطور ويصافحه، لكنه كالوجه المنافق يمنحنا حلاوة الانتقال لنبتلع ترياق التخلف بلا ماء، نغص وتتلبك جغرافية تقاليدنا لنتقيأ سلوك الأصالة وننال إبرة مخدرة كتب عليها (العالم قرية صغيرة)، لكم فرحنا بأن الغرب باتوا قريبين حتى أنهم تبرعوا لنا بنقطة الغين لتتحول عين صوابنا إلى غين الغباء.

شتان بين من يستيقظ وسط عائلة ملموسة ومن ينام مع عائلة افتراضية تمنحه وهم الانتماء، الانشغال والتشاغل شغلنا الشاغل، والكل شعاره ضيق الوقت وسرعة الوتيرة والمحصلة الإنتاجية بسالب الإنجاز، البيوت شكلية الملامح مبعثرة التفاصيل، آباء وأمهات وأبناء يجمعهم فقط كتيب صغير نال الشرف وسموه (كتيب العائلة)، الأسرة نواة والنواة مركز كل شيء ساء أم صلح، والنواة بداية كل شيء كما أنها نهاية الأشياء، بيوتنا كالبارود الذي يخزن بالأسلحة يبقى مسالمًا حتى يضع أحدهم إصبعه على الزناد ولا تدري من الضحية ومن القتيل.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى