مقالات الرأي

الحصاد المر!!

بقلم/ سالم أبو خزام 

دونما شك وفي يوم ليس بعيد حتمًا سيأتي الحصاد المر!!

حصاد قاسٍ وربما يكون عنيفًا تجاه من تلاعب بكل البلاد ويقود سفينتها نحو الغرق المؤكد فعناد الوحل يبدو شاقًا خاصة وهو يتصاعد!! 

الاتفاق السياسي:

هو نفسه بكل صيغه يمثل كل الوحل لتغرق فيه كل ليبيا، ولن تستطيع الخروج منه إلا بخسائر رهيبة تأتي على الأخضر واليابس لتجر البلاد إلى مكاتب صندوق النقد الدولي، نعم فكل المؤشرات واضحة وتدلل على ذلك، وأولها ضعف المؤسسات المالية المقصود، بحيث افتقدت لرأس حاسم أو قرارات سليمة قادرة أن تصنع التوجيه الملزم.

المجلس الرئاسي:

جسم يدار بثلاثة رؤوس لكنها عرجاء، تغلب فيها الجانب (الجهوي) على أية مسميات أخرى.

كما أنه حوصر بعدد يتأرجح من التشكيلات المسلحة التي تمارس الابتزاز وتقرع الأجراس بشكل متواصل وتضع أصابعها على الزناد لإرهاب وتخويف القيادات المهزومة والمستسلمة، التي أيضًا سلمت كل إرادتها السياسية لمن يبتزها ويأذن بالصرف لها وعليها.

إن من يمتلك السيطرة (المالية) هو من يصنع القرارات المالية، خاصة المهمة منها، فإذا لم تعد هناك أية قيمة لمجلس رئاسي فشل فشلًا ذريعًا حتى النخاع وفي كل الأمور بما فيها ورقة التوت (المصالحة الوطنية).

  •  كان رائعًا المجلس الرئاسي وهو يغط في نوم عميق قبل إيقاظه من نداءات حكومة الوحدة وتوجيهه لإصدار قرار معيب وبغير الاختصاص ليطيح بمحافظ مصرف ليبيا المركزي، يطيح به واهما وفي خيالاته فقط!!
  •  قرار كهذا وإذا يرد على من أصدره يجعل عموم الجمهور يدرك بأن هذا المجلس هو فعلا (شاهد ما شافش حاجة!!)

حكومة الوحدة الوطنية:

لا تحمل أي أسس من هذا المعنى البراق والمخادع، وتمارس بشجاعة وإقدام كل ما يجعلها (فوق طريق السكة)، وتجعل المال وقودها الذي لا ينضب، ويصحح كل المشكلات والعوائق، حكومة الوحدة تتمتع بأربعة مستشارين يمثلون (مطبخها السياسي).

أولًا: الغرب، وقوى المجتمع الدولي لتثبيتها فوق (السكة) على ألا تخالف التوجيهات وهي كثيرة!!

ثانيًا: الإسلام السياسي، الذي يؤكد تمسكها بقوة (وطنيتها) بضرب أية رقاب مخالفة لطريقها المصان (بالسكة)، ولا بأس من استمرار الحج في كل مرة إلى (أنقره) وصولًا واحترامًا للباب العالي!!

ثالثًا: التشكيلات المسلحة، صاحبة الحظوة والنفوذ، والمتحكمة إلى حين، بشوارع طرابلس ومقراتها، وحتى وزرائها وردهات مكاتبهم، التي فقدت الروح الوطنية وتمارس استجابة الانبطاح بكل بجاحة!!

رابعًا: الاستمرار في خنق وقتل الروح الوطنية وردم الشعارات الفارغة وكل هذه الترهات وفي مقدمتها (الوحدة) فهي لا تسمن ولا تغني من جوع، وقد فات وقتها، وانهارت قبضاتها من السماء ووصلت حتى نخاع الأرض السابعة!!

المجلس الأعلى للدولة:

نجح تماما حين أزال كلمة (الاستشاري) وبقي خنجرا مسموما في ظهورنا جميعا فقد أجاد تماما لعبة (الفيتو) حق النقض، لكنه فوق الأرض الليبية فقط!!

  • إجاد بقايا المؤتمر الوطني العام، وما تبقى من جماعة الإسلام السياسي، أو بعض منهم على الأقل، في الحفاظ على كراسيهم واستمرار توجيهاتهم.
  •  لم يحدث توافق نهائيا وأبدا مع مجلس النواب، وحين حدث، تدخلت (الورقة الباطلة) لتنسف كل شيء وتعيدنا إلى المربع الأول!!
  • المجلس الأعلى للدولة أوجد ليتولى إدارة الأزمة ويخالف ويعارض مجلس النواب، هكذا ودواليك، لأجل (عيون الاتفاق السياسي).

مجلس النواب:

برغم مثالبه وأخطائه واغتصاب قيادته من فزان (مهيضة الجناح) إلا أنه يتحتم قول إن مستشاره شجاع ويمتلك رباطة جأش نادرة، تقاوم كل هذه الأمواج العاتية، داخليا وخارجيا.

لن أعدد لكني أسجل التالي:

أولا: بحيلة قانونية استطاع المحافظة على النصاب القانوني، وبفنيات (الإمساك بالذراع) وجعلها تؤلم بل وتصرخ أحيانا!!

ثانيا: تآكلت شرعيته، غير أنه حافظ على استمرار واقعيته، ودافع عن الشرق، والجنوب، وأحيانا ليبيا بأسرها، وأثبت الرجل أنه مستشار بحق وحقيقة، وثبت سفينته وجعلها تبحر بقوة وسط خيانات بالجملة من هنا وهناك!

ثالثا: اجتهد وحاول ولم يستطع الإيقاع بمحافظ مصرف ليبيا المركزي حينما كان الأخير معيقا له، إلا أنه بعد تغير اتجاه الريح، استطاع أن يصمد وأن ينجح في تحوله إلى سد منيع يحمي المحافظ ويدافع عنه، ويلوي أذرع المجلس الرئاسي، وحكومة الوحدة الوطنية، وجعلهما يصرخان من ألم الحصاد المر.

أخيرا.. أعرج على:

وسط هذه الألعاب وأدوار (الكومبارس) فوق المسرح السياسي الليبي، لابد من القول، إننا تحت الفصل السابع، بلا سيادة، وبلا ريادة، وبدون قيادة، ولا نمتلك من الحل إلا قصاصات صغيرة فقط، تلك الحقيقة الدامغة، والفاجعة، وهذا ما جعل (المحافظ) يدهس كل من يأتي أمامه ويدهس حتى (السكة) نفسها، لأنها لم تعد صالحة وانفضح أمرها، وكل الغرب نفض يديه منه وتركه يهوى نحو القاع وإن كان ببطء مقصود!!

.. شاءت الأقدار فرم (الرئيسين) معا وانتصار المحافظ، وربما مجلس النواب.

.. زهق الباطل، ربما بقرصة الآذان للرئيسين وتهديدهما بشكل واضح وحثهما على الكف والانتهاء من هذه المعركة.

أخيرا.. كل هذه الأشواك وكل هذا العذاب، وسفك الدماء والتشريد هي بالجملة أو بالقطاعي، تمثل حقا نتاجًا للحصاد المر!!

زر الذهاب إلى الأعلى